آخر تحديث :السبت-18 أكتوبر 2025-01:52م
أخبار المحافظات

مركز الجفينة الطبي... واحة أمل في قلب النزوح بمأرب

السبت - 18 أكتوبر 2025 - 11:44 ص بتوقيت عدن
مركز الجفينة الطبي... واحة أمل في قلب النزوح بمأرب
مأرب (عدن الغد) نبيل عليوه

في قلب مخيم الجفينة، أكبر مخيمات النزوح في محافظة مأرب، يواصل مركز الجفينة للرعاية الصحية الأولية التابع لـ الجمعية الدولية – الأمين تقديم خدماته الطبية المجانية للنازحين والأسر الأشد ضعفاً، في مشهد يجسد الحضور الإنساني الفاعل للمؤسسات الصحية في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها اليمنيون

منذ تأسيسه، أصبح المركز وجهة يومية لآلاف المرضى من مختلف الفئات العمرية، الباحثين عن علاج آمن وسريع يخفف عنهم آلام المرض وقسوة النزوح. ويقدم المركز حزمة متكاملة من الخدمات الصحية الأساسية تشمل العيادات العامة، ورعاية الأمومة والطفولة، وبرامج التحصين، وخدمات الصحة الإنجابية، إضافة إلى الرعاية التغذوية ومتابعة حالات سوء التغذية لدى الأطفال والنساء

يعمل في المركز طاقم طبي وتمريضي مؤهل يضم أطباء، وممرضين، وفنيين، وصيادلة، يبذلون جهوداً يومية لتقديم الرعاية الصحية في بيئة مليئة بالتحديات. ويؤكد القائمون على المركز أن العمل الإنساني بالنسبة لهم "ليس مهمة وظيفية بقدر ما هو التزام أخلاقي وإنساني تجاه من فقدوا المأوى والاستقرار"

وبحسب إدارة المركز، فإن الخدمات التي يقدمها تأتي استجابة للاحتياجات الصحية المتزايدة في المخيم، الذي يضم عشرات الآلاف من الأسر النازحة من مختلف المحافظات. وقد تمكن المركز خلال الأشهر الماضية من تنفيذ آلاف الفحوصات الطبية، وتطعيم مئات الأطفال ضد الأمراض المعدية، ومتابعة حالات الحمل والولادة وتقديم الاستشارات الصحية المجانية

ولا يقتصر دور مركز الجفينة على تقديم العلاج فحسب، بل يمتد إلى نشر التوعية الصحية بين أفراد المجتمع المحلي والنازحين، عبر جلسات توعوية حول الوقاية من الأمراض السارية، وأهمية النظافة الشخصية، والتغذية السليمة، والتطعيم المنتظم للأطفال

ويحظى المركز بدعم مباشر من الجمعية الدولية – الأمين، التي تعمل منذ سنوات على تعزيز الوصول إلى الخدمات الصحية في مناطق النزوح، بالشراكة مع الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية العاملة في الميدان. وقد شكل المركز نموذجاً ناجحاً للتكامل بين العمل الصحي والإغاثي، حيث يسهم في تخفيف الضغط على المرافق الصحية الحكومية، ويعيد الأمل للنازحين الذين فقدوا القدرة على تحمل تكاليف العلاج.

أحد المستفيدين من خدمات المركز عبّر قائلاً: "كنا نعاني من بعد المراكز الطبية وارتفاع أسعار الأدوية، لكن وجود مركز الجفينة غيّر حياتنا، فالعلاج مجاني، والأطباء قريبون من الناس، ويعاملون الجميع بإنسانية واحترام

بهذا الدور الحيوي، يتحول مركز الجفينة إلى جسر للحياة والأمل، يعيد الثقة بالنظام الصحي في مناطق النزوح، ويساهم في تحسين المؤشرات الصحية العامة، وتقليل معدلات الأمراض، وتعزيز قدرة المجتمع على الصمود في وجه الأزمات المتواصلة

إنه نموذج يُحتذى في العمل الإنساني الصحي المتكامل، يجمع بين الرحمة والمهنية، وبين الأداء الميداني والتأثير المجتمعي