الضابط الذي أنقذ الرئيس الحمدي من الموت في تعز.. كيف أفشل علي عبدالله صالح أول محاولة اغتيال عام 1975؟

في فصلٍ مثير من مذكراته (الجزء الرابع)، كشف الرئيس القاضي عبدالرحمن الإرياني عن واحدة من أخطر محاولات الاغتيال في التاريخ اليمني الحديث، استهدفت الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي أثناء زيارته إلى مدينة تعز في مايو/أيار 1975، وكانت من تدبير بيت “أبو لحوم” وبدعم من الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، بحسب رواية الإرياني.

المؤامرة جاءت بعد قرارات جريئة اتخذها الحمدي لتفكيك نفوذ بيت أبو لحوم داخل المؤسسة العسكرية، إذ أقال المقدم علي أبو لحوم من قيادة قوات الاحتياط العام، ومحمد أبو لحوم من قيادة اللواء الأول مدرع، ومجاهد أبو شوارب من منصبه نائباً للقائد العام وقيادة لواء المجد، وعيّن أحمد الغشمي خلفاً له، فيما تولى علي صلاح قيادة لواء المجد.

الإرياني وصف تلك الخطوات بأنها “تصفية لنصير قوي من أنصار الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وسنان أبو لحوم ومحسن العيني”، مؤكداً أن الحمدي كان يسعى لتطهير الحكم من النفوذ القبلي والعشائري الذي عرقل مسيرة الدولة، وقال نصاً: “إذا نجح الحمدي في هذا الإجراء، فهو بلا شك في مصلحة البلاد”.

أما تفاصيل محاولة الاغتيال نفسها، فيرويها الإرياني نقلاً عن أحمد الحداد، الموظف بوزارة الخارجية اليمنية، الذي قال إن المقدم درهم أبو لحوم، قائد لواء تعز آنذاك، هو من دبّر المحاولة، لكن أحد الضباط المتعاونين معه أفشى سر المؤامرة للمقدم إبراهيم الحمدي قبل تنفيذها، فما كان من الحمدي إلا أن عاد على الفور من الحديدة إلى صنعاء، وأصدر قراراً عاجلاً بفصل درهم أبو لحوم وتعيين الضابط الذي أبلغه المؤامرة قائداً للواء تعز.

ذلك الضابط – كما تكشف المذكرات – كان الرائد علي عبدالله صالح، الذي أصبح لاحقاً رئيساً للجمهورية، ليكون هو من أنقذ الحمدي من أول محاولة اغتيال استهدفته في تعز عام 1975، قبل أن تشهد صنعاء لاحقاً محاولة أخرى فاشلة، كما يشير الإرياني في الصفحة 600 من مذكراته.

غرفة الأخبار / عدن الغد