كشفت مذكرة رسمية صادرة عن شركة المحسن إخوان للتجارة والتوكيلات والمقاولات العامة بتاريخ 22 أكتوبر 2025، عن مؤشرات خطيرة تؤكد بدء نفاد احتياطات القمح لدى سلطات الحوثيين في صنعاء، ما أدى إلى توقف مطاحن رئيسية عن العمل خلال الساعات الماضية.
ووجّهت الشركة في مذكرتها، الموجهة إلى القائم بأعمال وزير الاقتصاد في حكومة الحوثيين، عصام أحمد البشيري، نداءً عاجلاً تطلب فيه التدخل الفوري لتوفير القمح الخام بعد أن توقفت مطاحنها بشكل كامل بسبب نفاد المخزون، مؤكدة أن الوضع يهدد بتوقف إنتاج الدقيق في العاصمة والمناطق الخاضعة للحوثيين.
وجاء في المذكرة أن الشركة نفذت التزاماتها المالية والقانونية بشكل كامل، إلا أن عدم توفير القمح من قبل سلطات الحوثيين تسبب بشلل تام في العملية الإنتاجية، ما يعكس أزمة تموينية متفاقمة داخل مناطق سيطرة الجماعة، التي تعتمد منذ أشهر على مخزون استراتيجي بدأ يتآكل بفعل انقطاع الواردات وتعثر عمليات التموين.
وأشارت مصادر اقتصادية لـ«عدن الغد» إلى أن توقف مطاحن كبرى عن العمل في صنعاء يمثل مؤشراً واضحاً على دخول جماعة الحوثي في أزمة غذائية خانقة، الأمر الذي قد يؤدي إلى أزمة دقيق وارتفاع كبير في أسعار الخبز خلال الأيام القادمة.
وتُعد هذه المذكرة أول اعتراف غير مباشر من شركات القطاع الخاص العاملة في مناطق الحوثيين بأن المخزون الاستراتيجي من القمح على وشك النفاد، في ظل عجز سلطات الجماعة عن توفير بدائل أو فتح قنوات استيراد جديدة، ما يضع صنعاء أمام كارثة غذائية وشيكة تهدد ملايين السكان.