آخر تحديث :الأحد-26 أكتوبر 2025-01:07م
أخبار وتقارير

صورة تُوجِع الذاكرة.. كيف أضاع اليمنيون دولتهم؟

الأحد - 26 أكتوبر 2025 - 10:48 ص بتوقيت عدن
صورة تُوجِع الذاكرة.. كيف أضاع اليمنيون دولتهم؟
عدن الغد / خاص:

تعود هذه الصورة إلى ما قبل عام 2011، حين كانت مؤسسات الدولة اليمنية تقف على قدميها، والجيش بكامل قوامه وهيبته، يلتزم بالبزّة والنظام والانضباط. في هذه الملامح، تقرأ تاريخ دولةٍ كانت قائمة — برجالها، بمؤسساتها، وبروح الانتماء التي جمعت أبناءها تحت راية واحدة.


لكن بعد سنوات قليلة فقط، تغيّر كل شيء. تمزّق الجيش بين الولاءات، وانهارت الدولة أمام طوفان الصراعات والحروب والمصالح الضيقة. ذهبت الوحدة المؤسسية أدراج الرياح، وتحول الوطن إلى جزر متناثرة من الكيانات والميليشيات، كلٌّ يدّعي الشرعية ويمارس سلطته بالسلاح.


في تلك الأيام، كان العسكري يخرج ببدلته من بيته مرفوع الرأس، يعرف أنه جزء من منظومة تُحكمها القوانين، لا الأهواء. اليوم، يتجوّل المسلح في الشوارع بلا انضباط ولا هوية، بينما يُقتل القانون في كل زاوية من الوطن.


ضاعت الدولة حين سمح اليمنيون للانقسام أن يدخل إلى قلوبهم، وللسياسة أن تعبث بالمؤسسة العسكرية، وللمصالح الشخصية أن تطغى على المصلحة الوطنية. كانت البداية من التهاون في حماية النظام، ثم من الصمت أمام الفساد، حتى سقطت الدولة قطعةً بعد أخرى، مثل جدارٍ أُهمل طويلاً.


هذه الصورة ليست مجرد ذكرى، بل جرح مفتوح في ذاكرة اليمنيين.

وجوهٌ كانت تمثل هيبة الدولة… غابت اليوم خلف غبار الحرب والفوضى.

ويبقى السؤال المؤلم:

هل يمكن لليمنيين أن يستعيدوا دولتهم التي أضاعوها بأيديهم؟


غرفة الأخبار / عدن الغد