آخر تحديث :الإثنين-10 نوفمبر 2025-10:30م
أخبار المحافظات

انطلاقة اقتصادية نوعية بحضرموت.. افتتاح مركز الصادرات السمكية الأحدث على مستوى اليمن

الإثنين - 10 نوفمبر 2025 - 09:11 م بتوقيت عدن
انطلاقة اقتصادية نوعية بحضرموت.. افتتاح مركز الصادرات السمكية الأحدث على مستوى اليمن
(عدن الغد) متابعات:

شهدت محافظة حضرموت اليوم خطوة استراتيجية نحو تعزيز قدراتها التصديرية وتطوير قطاعها الاقتصادي، بافتتاح مركز الصادرات السمكية المتطور، الذي يُعد أحد أحدث المرافق من نوعه على مستوى اليمن.


جرى حفل الافتتاح برعاية وحضور محافظ حضرموت الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، وسفير الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا السيد باتريك سيمونيت، في حدثٍ يُمثل تتويجاً للشراكة التنموية بين اليمن والاتحاد الأوروبي.


ويأتي المركز، الذي نُفذ بالتنسيق مع وزارة الإدارة المحلية وبتمويل سخي من الاتحاد الأوروبي وتنفيذ فني من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ضمن مشروع "تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن"، الذي يهدف إلى إرساء دعائم اقتصادية قادرة على الصمود والمساهمة في التعافي المستدام.


جولة تفاعلية وكشف عن مكونات حديثة


استهل المحافظ مبخوت بن ماضي والسفير الأوروبي باتريك سيمونيت، والوفد المرافق لهما، جولتهما التفقدية في أرجاء المركز، حيث اطلعوا عن كثب على الإمكانيات والتجهيزات المتطورة التي يضمها.


وقدّم نائب رئيس هيئة المصائد في البحر العربي، صلاح بابريدة، شرحاً مفصلاً أوضح من خلاله أن المركز ليس مجرد منشأة، بل هو منظومة متكاملة تضم صالتين مجهزتين بأحدث التقنيات لتحضير وتعبئة الأسماك، ومصنعاً للثلج بسعة إنتاجية كبيرة تضمن الحفاظ على جودة المنتجات، ومختبراً لفحص الجودة والسلامة الغذائية معتمد دولياً، إلى جانب مكاتب إدارية وفنية تديرها كوادر متخصصة.


وأكد بابريدة أن "المركز سيمنح شهادات صحية رسمية للمنتجات السمكية المصدرة من حضرموت، مما يسهل عبورها للأسواق الخارجية ويضمن تطبيق أعلى معايير الجودة، مما يعزز ثقة المستوردين في المنتج اليمني".


مظلة دعم شاملة لسلسلة القيمة السمكية


تتجاوز أهمية المركز كونه مجرد منصة للتصدير، ليشكل مظلة دعم متكاملة لجميع حلقات سلسلة القيمة السمكية في المحافظة. وفق ما أوضح المسؤولون، سيقدم المركز الدعم الفني واللوجستي للصيادين منذ لحظة الإمساك بالأسماك، مروراً بتجار الجملة ووصولاً إلى المصدرين.


ويهدف هذا الدعم الشامل إلى رفع القدرة التصديرية للمحافظة بشكل كبير، وفتح أسواق جديدة ومطمحة، وعلى رأسها أسواق مجلس التعاون الخليجي، وتحديداً المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يوجد طلب متزايد على الأنواع عالية القيمة مثل أسماك التونة والأنواع القاعية النادرة التي تشتهر بها مياه حضرموت.


بن ماضي: نموذج للتعاون المثمر وبوابة لاستثمارات مستقبلية


في كلمة له خلال الحفل، أشاد محافظ حضرموت الأستاذ مبخوت بن ماضي بالجهود الكبيرة التي بذلها الاتحاد الأوروبي وسفيره، مثمناً التعاون المثمر مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وكافة الجهات المنفذة التي ساهمت في إنجاز هذا الصرح الاقتصادي الهام.


وقال بن ماضي: "إن افتتاح مركز الصادرات السمكية يمثل نقلة نوعية وخطوة استراتيجية نحو تطوير قطاع الثروة السمكية، وتعزيز تنافسيته في الأسواق الإقليمية والعالمية، بما يحقق دخلاً مستداماً لأبنائنا الصيادين والمجتمعات الساحلية".


وأضاف المحافظ أن "السلطة المحلية تسعى لتوسيع هذا النموذج من التعاون مع الاتحاد الأوروبي ليشمل قطاعات خدمية وتنموية أخرى، وستواصل جهودها لتشجيع الاستثمارات النوعية في المجال السمكي لما له من أهمية اقتصادية واجتماعية كبرى، معتبراً هذا المشروع نموذجاً يحتذى به في الإدارة الحديثة والتصدير وفق معايير الجودة العالمية".


سيمونيت: التزام أوروبي بتعزيز التعافي الاقتصادي في اليمن


من جانبه، عبّر سفير الاتحاد الأوروبي السيد باتريك سيمونيت عن سعادته البالغة بزيارة مدينة المكلا وافتتاح هذا المشروع الحيوي، مشيداً بالتعاون الكبير الذي أبدته قيادة المحافظة لإنجاح المشاريع التنموية المشتركة.


وقال السفير سيمونيت: "يُعد هذا المركز ثمرة حقيقية للشراكة المتينة بين الاتحاد الأوروبي والسلطات المحلية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ويمثل نموذجاً ناجحاً يمكن الاستفادة منه لدعم الاقتصاد المحلي وتحسين سبل العيش".


وأكد أن "الاتحاد الأوروبي ملتزم بمواصلة دعمه لحضرموت في مختلف مجالات التنمية والخدمات وبناء القدرات، بما يساهم في تعزيز السلام والاستقرار".


4 مراكز تصدير لتنويع القاعدة الاقتصادية


يُعد مركز الصادرات السمكية جزءاً من مشروع أوسع أطلقه الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي عام 2020، والذي يشمل إنشاء أربعة مراكز متخصصة للتصدير في حضرموت، تهدف إلى تحسين سبل العيش، وزيادة فرص العمل، ودعم التعافي الاقتصادي.


وتشمل هذه المراكز، بالإضافة إلى مركز الأسماك، كل من: مركز تصدير البصل، ومركز تصدير التمور، ومركز صادرات العسل. وتسعى هذه المجموعة من المرافق إلى توفير بنية تحتية حديثة للمنتجين والمزارعين والصيادين، وتمكينهم من رفع جودة منتجاتهم وزيادة قيمتها المضافة، بما يضمن استدامة الأنشطة الاقتصادية ويعزز مكانة حضرموت كمنصة تصدير رائدة على المستوى الوطني.


حضر الافتتاح عدد من الوكلاء ومدراء العموم في المحافظة، ووفد من سفارة الاتحاد الأوروبي، ومسؤولون عن هيئة المصائد، وعدد من المهتمين بالقطاع السمكي.