البحر قصة نجاح ملهمة

بقلم / حسن علوي الكاف :

جاء في الحديث النبوي الشريف "عن المقدام رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده" (رواه البخاري)

هذا الحديث الشريف يحث على العمل وكسب لقمة العيش الحلال، ويبين أن أفضل الطعام هو ما كسبه الإنسان من عمل يده. وقد طبق ابن مدينة تريم، محمد حسن علوي البحر، هذا الحديث في حياته، حيث عمل بجد واجتهاد لتحقيق حلمه وبناء مستقبله.

تخرج البحر من الجامعة تخصص مالية ومصرفية، ورغم متابعته الحثيثة لم يجد له وظيفة، فطرق باب العمل الحر رغم الصعاب والتحديات، وأصبح مثالاً للشباب في أهمية العمل والتوكل على الله.

بدأ محمد البحر ببيع القطف في الأسواق الشعبية الأسبوعية، ومنها اكتسب خبرة. وبفضل الله ودعوة والدته، استطاع أن يفتح محلاً مصغراً للمفروشات، وبدأ يعمل بيديه يخيط الستائر والمخدات ويبيعها في الأسواق الشعبية بأسعار معقولة. ومنها تعرف كثير من الزبائن على مكان عمله.

ولم يكن الطريق سهلاً كما يظن الجميع أو مفروشاً بالورود، بل كافح جيداً وواصل العمل بجد واجتهاد ولم ييئس.

اليوم وبعد تلك السنوات من المثابرة أصبح محمد صاحب محل مفروشات بمنطقة عيديد، وبارك الله له في عمله، ويحظى بشعبية كبيرة، وأصبح له زبائن من مختلف المناطق والقرى، ويعمل معه عدد من الموظفين، ويتميز بأسلوبه الرائع في التعامل، وتواضعه، وصدقه في الوعد، وأصبح مثالاً للشباب.

قصة محمد البحر هي مثال حي على أهمية العمل الحرفي والتوكل على الله والاجتهاد في العمل. إنها قصة نجاح يجب أن تكون مثالاً لشبابنا اليوم في ظل ندرة الوظائف الحكومية، وتحفيزهم على العمل والاجتهاد وتحقيق أحلامهم المنشودة إن شاء الله تعالى ...