أصدر حزب البعث العربي الاشتراكي القومي بيانًا رسميًا بمناسبة الذكرى الـ58 لاستقلال اليمن، الموافق 30 نوفمبر 1967، مؤكدًا أن هذا اليوم يمثل لحظة فارقة في تاريخ الوطن، حين انتزع اليمنيون حريتهم من الاحتلال البريطاني بدمائهم وإرادتهم الصلبة، ورفضوا أن تبقى أرضهم تحت أي هيمنة أجنبية أو وصاية خارجية.
وتوجه الحزب في بيانه إلى أبناء الشعب اليمني الأبي، والرفيقات والرفاق المناضلين، بأصدق التهاني والتبريكات، مشيدًا بتضحيات الشهداء والمناضلين الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن، ومؤكدًا دور الأبطال في مختلف الجبهات والمتارس والخنادق في الدفاع عن كرامة اليمن وسيادته.
وأشار البيان إلى أن الثلاثين من نوفمبر ليس مجرد تاريخ على التقويم، بل هو يوم يُذكر بأن الحرية والسيادة لا تُمنح، بل تُنتزع بالتضحيات والصمود، وأن النضال اليمني متواصل منذ ثورات سبتمبر وأكتوبر وصولاً إلى استكمال مسيرة الاستقلال الوطني.
وأكد الحزب أن التحرر من الاحتلال البريطاني لم يكن نهاية المعركة، بل بداية لمسيرة الدفاع عن اليمن من أي مشروع دخيل أو فكر ظلامي، محذرًا من مليشيا الحوثي التي تمثل احتلالًا داخليًا مدعومًا خارجيًا يسعى لإعادة اليمن إلى حالة التبعية والكهنوت، وهو مشروع فشل اليمنيون في مقاومته قبل 58 عامًا.
وارتبط البيان بالوحدة العربية، مشيرًا إلى أن ذكرى الاستقلال تأتي في ظل استمرار جرائم الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني والاعتداءات على الأحواز العربية، معتبراً أن ما يجري في هذه المناطق امتدادًا لمحاولات الإبادة القومية ونهب الحقوق، ومؤكدًا أن النضال العربي متواصل ضد كل أشكال الاحتلال والتهجير القسري.
وشدد الحزب على أن الحفاظ على منجزات الاستقلال يتطلب وحدة وطنية حقيقية، والعمل على تقديم مصلحة اليمن فوق كل الحسابات والفصائلية، مؤكدًا أن إرادة الشعب اليمني الوطنية هي الأقوى من أي تدخل خارجي، وأنها الكفيلة بحماية الوطن وصناعة مستقبله.
وفيما يتعلق بالتحديات الراهنة، أكد البيان أن مواجهة المليشيات الحوثية وإنهاء الانقلاب ليست خيارًا سياسيًا، بل مسألة مصيرية للشعب والدولة، وأن الانتصار لن يتحقق إلا عبر توحيد القوى الوطنية خلف مشروع جمهوري واضح، وإعادة بناء الدولة والمؤسسات على أسس العدالة والكفاءة، مع حماية السيادة الوطنية من أي تدخل خارجي.
وطالب الحزب باتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة أوضاع الجرحى، وضمان الرعاية الكاملة لأسر الشهداء والمناضلين، والحفاظ على تاريخ النضال الوطني في المناهج والمؤسسات، بما يعزز الوعي الوطني لدى الأجيال الجديدة.
وأكد البيان إدانة الحزب الشديدة لجرائم الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، وحصار الشعب الفلسطيني وتجويعه وقصفه المستمر، مشيدًا بصمود الشعب الفلسطيني والأحوازي والعراقي، داعيًا إلى رفض كل أشكال التطبيع والتحالف مع القوى الصهيونية، والعمل على مشروع نهضوي قومي يحقق الوحدة والتحرر والتنمية.
واختتم الحزب بيانه بالترحيب بالعزيمة الوطنية الحرة في اليمن وفلسطين، مؤكدًا أن النصر لإرادة الشعوب الحرة، وأن مشاريع الاحتلال بكافة أشكالها ستسقط، وختم البيان بالتحية لشهداء اليمن وفلسطين، داعيًا إلى استمرار النضال من أجل الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية.
صادر عن:
حزب البعث العربي الاشتراكي القومي
في: 30 نوفمبر 2025م
