آخر تحديث :الخميس-04 ديسمبر 2025-11:38ص
مجتمع مدني
في اختتام ورشة التحقق من المعلومات ومكافحة التضليل، نظمها الاعلام الاقتصادي والاتحاد الأوربي:

الصحفيون يقرون استراتيجية للتحقق ومكافحة التضليل في اليمن

الخميس - 04 ديسمبر 2025 - 11:23 ص بتوقيت عدن
الصحفيون يقرون استراتيجية للتحقق ومكافحة التضليل في اليمن
(عدن الغد) خاص:


توصل المشاركون في ورشة العمل المتخصصة حول التحقق من المعلومات ومكافحة التضليل المنعقدة في تعز على مدى اليومين الماضيين إلى استراتيجية شاملة تهدف إلى الحد من المعلومات المضللة في اليمن من خلال شراكة فاعلة بين المؤسسات الإعلامية المستقلة ومنصات التحقق وكافة المشتغلين في المجال الإعلامي.

وتضمنت الاستراتيجية التي أنجزها أكثر من ثلاثين صحفي وصحفية وجاهيا وبمشاركة العشرات أونلاين، بناء القدرات والمهارات والتوعية والرصد والتدقيق والتعاون بين كافة المؤسسات الإعلامية، وتطوير السياسات المرتبطة بالتغطية المهنية ومكافحة التضليل.

وأقر المشاركون في الورشة التي نظمها مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي بدعم من بعثة الاتحاد الأوروبي إلى اليمن ميثاق مبادئ لمكافحة التضليل ، يستند إلى احترام الحقيقة والالتزام بالمصداقية، ويتضمن مبادئ وأهداف أساسية تتعلق بتعزيز الشفافية والمسؤولية المهنية والالتزام بحماية الجمهور من المعلومات الزائفة، ورفض خطاب العنف والكراهية والتحريض، ودعم الإعلام المستقل والمهني باعتباره ركيزة للاستقرار المجتمعي.

ورشة العمل مثلت مختبر أفكار للعشرات من الصحفيين من ممثلي وسائل إعلام مستقلة ومنصات تحقق وخبراء في الإعلام الرقمي، وعددا من الفاعلين في المشهد الإعلامي من محافظات متعددة، حيث خاضوا نقاشات معمقة ركزت على تفكيك عدد من القضايا الحيوية الهامة من بينها: "المشهد الإعلامي الراهن"، و"ظاهرة التضليل الإعلامي في اليمن “مسؤولية الإعلام في مواجهة المعلومات المضللة "بعد عقد من حالة الحرب التي تعصف بالبلد.

وتوصل المشاركون إلى عدد من الاستنتاجات، أبرزها أن "غياب سردية مشتركة للمشتغلين بالإعلام المستقل ومنصات التحقق لمواجهة التضليل، وتشتت الخطاب الإعلامي بين أطراف متعددة.

وكشف المشاركين في الورشة عن اتساع دائرة التأثر بالمعلومات المضللة في أوساط المجتمع، الامر الذي يتسبب في اضرار خطيرة على وسائل الإعلام وعلى المجتمع ككل، مشيرين إلى ضعف منهجيات التحقق في غرف الاخبار واستخدام الأدوات الحديثة في التدقيق، وتنامي حالة انعدام الثقة بوسائل الإعلام، وتزايد انتشار الأخبار غير الدقيقة والمضللة عبر المنصات الرقمية.

واستعرض المشاركون في الجلسات النقاشية شواهد عديدة حول المظاهر المختلفة لمخاطر التضليل الإعلامي على الأمن المجتمعي، والهوية الوطنية، ووضع النساء والأطفال، والتعليم، والصحة النفسية، وتزايد خطاب الكراهية واتساع دائرة الاستقطاب.

وتبين من خلال النقاشات حاجة المؤسسات الإعلامية المستقلة إلى بيئة آمنة وداعمة تضمن لها العمل بمهنية واستقلالية وتساعدها في أداء دورها الحيوي خدمة للمصلحة العامة، لذا يؤكد المشاركين في الورشة على أهمية مواجهة التحديات المتعلقة بالمعلومات المضللة وفوضى المحتوى الرقمي غير الملتزم بأخلاقيات العمل الإعلامي.

ومثل تنوع المشاركين من منصات إعلامية مختلفة ومنصات تحقق وخبراء نقطة قوة للورشة التي أدارها ميسرين متمكنين للخروج بنتاج واقعية وعملية، حيث تمخضت النقاشات عن خارطة طريقة تشكل ركيزة للتلاقي ووضع أسس للتعاون الجاد والمستدام، وتعزيز المشتركات بين الصحفيين ووسائل الاعلام ومنصات التحقق من المعلومات.

واستخدمت الورشة منهجيات واضحة ومبتكرة سهلت على المشاركين رؤية الفجوات وتوصيف التحديات وتشخيص الاحتياجات الضرورية من اجل إعادة بناء الثقة بين وسائل الاعلام والجمهور الذي يواجه سيلا من المعلومات المضللة والزائفة والخبيثة على مدار اليوم ما ساهم في تمكين المشاركين من تصميم حلول وبدائل اكثر فعالية وواقعية وقابلية للاستدامة.

الورشة اختتمت فعالياتها بتصويت المشاركين بالإجماع على ما انتجوه من استراتيجيات وآليات عمل تمثل مخرجات حيوية ومقترحات ثرية تنظم الكيفية التي سيبنون من خلالها كيان مشترك لمواجهة التضليل، والبرامج التي تمكنهم من تحويل الأهداف الى مخرجات ملموسة وظاهرة.

وأوصى المشاركون في الورشة بضرورة دعم المبادرات الرامية لتطوير مهارات التحقق لدى الصحفيين، وتعزيز التعاون بين المؤسسات الإعلامية ومنصّات التحقق المحلية والدولية. وتطوير إجراءات داخل المؤسسات الإعلامية للتحقق قبل النشر.

وأكدوا على أهمية الاستثمار في أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في كشف المحتوى المفبرك. وإطلاق برامج توعوية تستهدف الشباب، والنساء، والطلاب للحدّ من تأثير الأخبار المضللة. وتشجيع الجهات المانحة على دعم مشاريع الرصد والتثقيف الإعلامي.