تزايدت تحذيرات خبراء الأمن السيبراني من ارتفاع وتيرة استخدام البرمجيات الخبيثة التي تستهدف الهواتف الجوالة، ومن خطورة التقاء الذكاء الاصطناعي مع الجرائم الإلكترونية.
كما أشارت مصادر معلوماتية إلى أن الهجمات السيبرانية أصبحت تستخدم الذكاء الاصطناعي والتعلُّم الآلي لتنفيذ الهجمات بسرعة ودقة وخداع أكبر، وتتجاوز هذه العمليات التهديدات الإلكترونية التقليدية؛ حيث تتعلم من كل محاولة وتتكيف مع أهدافها، وخلافاً للأساليب التقليدية التي تتبع قواعد ثابتة، يمكن لهذه الهجمات أن تتحرك في الوقت الحقيقي، وغالباً ما يكون سلوكها شبيهاً بسلوك البشر.
لمواجهة ذلك، في السعودية تحديداً، تعمل شركة «هبوب» التابعة للاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة و«الدرونز»، بشكل مستمر، على تطوير خدماتها لرفع مستوى الأمن السيبراني في البلاد بشكل عام وتوفير الخدمات التي تساعد على اكتشاف هذه الهجمات، واستعرضت «هبوب» لـ«الشرق الأوسط» عدداً من خدماتها، خلال جولة «الشرق الأوسط» في مؤتمر ومعرض «بلاك هات 25»، الذي يُقام في ملهم، شمال العاصمة السعودية الرياض، خلال الفترة من 2 إلى 4 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
محمد بن رشيد الرشيد، مدير إدارة دفاع الأمن السيبراني في «هبوب» التابعة للاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة و«الدرونز»، قال لـ«الشرق الأوسط» إن الأمن السيبراني أصبح ضرورة حتمية حالياً، ولم يعد رفاهية، مشيراً إلى أحدث التقارير عن الأمن السيبراني، التي كشفت أن الهجمات السيبرانية حالياً قد يصل متوسط تكلفتها إلى 4 ملايين دولار للهجمة الواحدة، مشدّداً على أن هذا الرقم يُعد كبيراً جداً ومرتفعاً، مما يشكل خطراً على الاقتصاد الرقمي وعلى استمرارية الأعمال لكثير من الجهات.
وفي إطار الهجمات التي تتم باستخدام أساليب الذكاء الاصطناعي، لفت إلى أن الهجمات السيبرانية بشكل عام ازدادت مع توظيف أساليب الذكاء الاصطناعي من قبل المهاجمين، التي فاقمت من حدة الهجمات وفعاليتها وسرعتها؛ حيث إن أنظمة الدفاع التقليدية حالياً أصبحت تواجه العديد من الصعوبات في الاستجابة لمثل هذه الهجمات.
وعن دور «هبوب» في مكافحة ذلك، سلّط الرشيد الضوء على أن الشركة باعتبارها سعودية وتابعة للاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة و«الدرونز»، تعمل بشكل مستمر على تطوير خدماتها لرفع مستوى الأمن السيبراني في المملكة بشكل عام، وتوفير خدماتها التي تساعد على اكتشاف هذه الهجمات، على غرار خدمة «مركز عمليات الأمن السيبراني المُدار» الذي يساعد في اكتشاف الهجمات، ومدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وأردف أنه يساعد بشكل كبير على اكتشاف هذه الهجمات المتقدّمة والاستجابة لها بفاعلية.
إلى جانب العديد من الخدمات الاحترافية، مثل حوكمة الأمن السيبراني، بالإضافة إلى خدمات الاختراق التي تساعد الجهات على زيادة موثوقيتها وحصانتها السيبرانية ومدى تحمّلها لهذه الهجمات.
الرشيد عرّج على المنجزات التي حقّقتها السعودية في قطاع الأمن السيبراني مؤخراً، ومن ذلك حصولها على المركز الأول في مؤشر الأمن السيبراني، وعدّ ذلك دلالة على الدعم المستمر من القيادة السعودية، وكفاءة الجهات الوطنية السعودية، ومن ضمنها «هبوب»، في التصدي للهجمات بالنسبة للجهات الحكومية والخاصة التي توفّر لها «هبوب» الحماية؛ الأمر الذي انعكس على رفع مستوى الأمان السيبراني في السعودية.
ويكشف الموقع الإلكتروني لـ«هبوب» عن عدد من الجهات الحكومية والخاصة في السعودية التي قدّمت لهم الشركة حلولها السيبرانية، ومن ذلك وزارة الحرس الوطني، والحرس الملكي، ووزارة الصحة، ووزارة التعليم، ووزارة النقل، ووزارة العدل، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ووزارة الطاقة، ووزارة البيئة والمياه والزراعة، ووزارة التجارة، وغيرها من الهيئات والجهات.