آخر تحديث :السبت-06 ديسمبر 2025-01:07م
أخبار وتقارير

وكالة نوفا الإيطالية : اليمن يتجه نحو واقع تتشكل فيه “عدة صومالات داخل صومال واحد”

السبت - 06 ديسمبر 2025 - 12:00 م بتوقيت عدن
وكالة نوفا الإيطالية :  اليمن يتجه نحو واقع تتشكل فيه “عدة صومالات داخل صومال واحد”
القسم السياسي عدن الغد / ترجمة

وكالة نوفا: اليمن يدخل مرحلة “الصوملة المتقدمة” وأحداث حضرموت تكشف أخطر موجات التفكك منذ بدء الحرب


قالت وكالة نوفا الإيطالية في تقرير دولي مطوّل إن اليمن دخل أخطر مرحلة من التفكك الإقليمي والمؤسسي منذ اندلاع الحرب، مؤكدة أن أحداث حضرموت الأخيرة تُعد مؤشرًا واضحًا على تسارع انهيار الدولة وتحوّلها إلى نموذج قريب من “الصوملة”، حيث تتوزع السلطة بين جماعات قبلية ومليشيات محلية وقوى إقليمية، أكثر من أي حكومة مركزية معترف بها.


وذكرت الوكالة أن اليمن يعيش اليوم أكثر مراحل التشرذم تقدمًا، وأن الأزمة العسكرية والسياسية المتصاعدة في حضرموت، بالتزامن مع توسع نفوذ قوات مدعومة من الإمارات في الوادي والصحراء، تجسد بوضوح مسار الانهيار التدريجي للدولة.


ونقلت نوفا عن الصحفية والوثائقية المتخصصة في الشأن اليمني لورا سيلفيا باتاليا قولها:

“نحن نشهد عملية صوملة واضحة وعدوانية لليمن، بدأت منذ سنوات، لكنها تتسارع الآن مع أزمة حضرموت وتنافس النفوذ بين السعودية والإمارات.”


وأضافت باتاليا أن الحديث عن وجود “حكومة مركزية” في اليمن بات غير واقعي، موضحة أن هناك مستويين شكليين فقط من السلطة:


نخبة سياسية مرتبطة بحزب الإصلاح لها علاقات خارجية لكنها فقدت السيطرة على الأرض.


مجلس القيادة الرئاسي في عدن، والذي يمثل الشرعية دوليًا لكنه يفتقر لأي نفوذ فعلي في الداخل.


وقالت إن السلطة الفعلية لم تعد بيد الحكومة، بل انتقلت إلى “مجموعة واسعة من القوى المسلحة المحلية والإقليمية”، في ظل تراجع دور مؤسسات الدولة إلى مجرد جهاز تمثيلي رمزي يستخدم لأغراض تفاوض خارجية فقط.


ووفق تقرير الوكالة، فإن المجلس الانتقالي الجنوبي أصبح سلطة أمر واقع في أجزاء واسعة من الجنوب، مع سيطرة عسكرية وإدارية وتمويل خارجي، مشيرة إلى أنه لم يعد مجرد فصيل مسلح، بل “كيان شبه مستقل” يمتلك جيشًا وإدارة محلية وسلسلة لوجستية وأنظمة مالية خاصة.


وتطرقت الوكالة إلى البعد التاريخي لحضرموت، مؤكدة أنها منطقة ذات خصوصية وهوية مستقلة وقوى قبلية قوية واقتصاد عالمي واسع، إضافة إلى كونها أغنى مناطق اليمن بالنفط والغاز، وهو ما جعلها محورًا لصراعات النفوذ الإقليمي.


وأضافت نوفا أن فكرة “اليمن الثلاثي” باتت تُطرح في النقاشات السياسية، بحيث تصبح حضرموت كيانًا مستقلًا إلى جانب شمال يسيطر عليه الحوثيون وجنوب تتقاسمه فصائل مختلفة، مشيرة إلى انقسام داخلي بين تيارات حضرمية تطالب بالاستقلال الكامل، وأخرى تفضّل البقاء ضمن النفوذ السعودي.


وأكد التقرير أن السعودية ليست معنية بمزيد من “الصوملة”، إذ يتركز اهتمامها على تأمين ممر لوجستي للطاقة يربط شمال المملكة بسواحل البحر العربي، وهو ما دفعها للاستثمار بكثافة في محافظة المهرة عبر مشاريع تعليمية ونفطية وبنى تحتية للمطارات والموانئ.


وأوضحت الوكالة أن اليمن أصبح اليوم “جسدًا تتصرف كل أجزائه بشكل مستقل”، في ظل غياب أي قدرة مركزية على إدارة الأمن أو توزيع الموارد، ما جعله دولة قابلة للاختراق تشبه الصومال في طبيعة التشظي والسلطات المتعددة.


وختمت نوفا تقريرها بالقول إن اليمن يتجه نحو واقع تتشكل فيه “عدة صومالات داخل صومال واحد”، حيث تحكم المناطق عبر توازنات محلية وتحالفات إقليمية، وليس عبر عاصمة موحدة أو حكومة قادرة على فرض سلطتها.