تشهد مدرسة سبأ للبنات في مديرية شحن تحولاً تاريخياً مع تنفيذ عملية تأثيث شاملة، تعكس تفاعلاً مباشراً للقيادات المحلية مع احتياجات المجتمع التعليمي
فبعد سنوات من المعاناة التي عاشتها الطالبات بغياب الأثاث المدرسي، وتحملهن مشقة الجلوس على أرضية الفصول، يأتي هذا المشروع ليمثل نقلة نوعية في البيئة التعليمية
وتشرف على عملية التأثيث هذه لجنة متخصصة من مكتب التربية والتعليم بالمديرية، يقودها الأستاذ أحمد طواعري القميري، الذي يشرف شخصياً على جميع مراحل العمل بدءاً من اختيار الأثاث وفق المواصفات الفنية والتعليمية، ومروراً بعملية النقل والتخزين، وانتهاءً بتوزيعه وتركيبه في الفصول والقاعات المختلفة. ويتم التركيز على تأمين أثاث متين وصحي يساهم في تحسين وضعية الجلوس للطالبات، ويقلل من المشاكل الصحية المرتبطة بجلوس الأرض.
تأتي هذه المبادرة تتويجاً لاهتمام متواصل من القيادات المحلية والتربوية على مختلف المستويات
على مستوى المحافظة، يبرز دور الأستاذ محمد علي ياسر محافظ المحافظة، الذي أولى دعم قطاع التعليم أولوية قصوى، ووفر الدعم اللازم لتمويل المشروع، كما يظهر التوجيه المستمر من الأستاذ سمير هراش مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة، لضمان توافق المشروع مع الخطط التطويرية الشاملة
وكذلك على مستوى الميدان في المديرية، يُسجّل بحروف من ذهب الدور الاستثنائي لقيادة السلطة المحلية بمديرية شحن، ممثلة بـ الشيخ محمد بن محمد زعبنوت مدير عام المديرية. فقد تحولت قضية تأثيث المدرسة إلى هاجس شخصي للشيخ زعبنوت، الذي لم يكتفِ بالمتابعة المكتبية، بل كان حريصاً على زيارة الموقع بشكل متكرر، ومباشرة العقبات بأسلوب عملي، ومحاسبة المقصرين، والسعي الحثيث لتوفير التمويل والإمكانيات منذ مرحلة تأسيس المبنى وحتى اكتماله بالتأثيث
فيما عبّر أهالي المنطقة وذوو الطالبات عن فرحتهم الغامرة وامتنانهم العميق لهذه الخطوة، التي أنهت معاناة استمرت لسنوات.
وقد توجه المجتمع بالشكر الجزيل إلى المحافظ الأستاذ محمد علي ياسر، وإلى مدير عام التربية والتعليم، وإلى مدير عام مديرية شحن الشيخ محمد زعبنوت، معتبرين أن الجهود الجبارة التي بذلوها جميعاً تكرس معنى المسؤولية المجتمعية والرعاية الحقيقية لمستقبل الأجيال.
وفي إطار الاعتراف بالجميع، لا يفوت القائمون على المشروع توجيه الشكر والتقدير لكل من ساهم في إنجاح هذه المبادرة، سواء من المنظمات الداعمة، أو المانحين، أو أبناء المجتمع المحلي الذين قدموا الدعم المعنوي والمادي، أو الكوادر الفنية والإدارية التي عملت بجد لتحويل الحلم إلى واقع ملموس.
بهذا الإنجاز، تتحول مدرسة سبأ للبنات من رمز للحاجة إلى نموذج للعناية والاهتمام، مؤكدة أن العزيمة والإرادة قادرتان على تجاوز التحديات، وإرساء دعائم تعليم لائق للأجيال القادمة، في خطوة تبعث برسالة أمل لكل القرى والمناطق التي تعاني من ظروف مماثلة
