آخر تحديث :الإثنين-08 ديسمبر 2025-03:07م
مجتمع مدني

إنجاز أكاديمي رائد بجامعة تونس: "تدريس العربية للناطقين بغيرها" يفتتح مسارًا بحثيًا جديدًا

الإثنين - 08 ديسمبر 2025 - 02:24 م بتوقيت عدن
إنجاز أكاديمي رائد بجامعة تونس: "تدريس العربية للناطقين بغيرها" يفتتح مسارًا بحثيًا جديدًا
تونس (عدن الغد) خاص:

سجّلت جامعة تونس إنجازًا أكاديميًا هامًا بمناسبة مناقشة أطروحة الدكتوراه الرائدة، المعنونة بـ "تدريس العربية في غير بلاد العرب: المناهج والصعوبات والحلول"، وذلك يوم السبت الموافق 29 نوفمبر 2025 بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية. وتكمن أهمية هذه الأطروحة، التي تندرج ضمن اختصاص اللسانيات وحقل اللغة العربية وآدابها وحضارتها، في كونها أول بحث يُناقش في جامعة تونس ويتناول موضوع "تدريس العربية للناطقين بغيرها".


لجنة المناقشة والإشراف على الرسالة كانت مكوّنة من نخبة من الأساتذة المرموقين؛ حيث أشرف عليها الأستاذ الدكتور المختار كريّم، الأستاذ المتميز فوق الرتبة والمدير السابق للمعهد الأعلى للإنسانيات بباب سعدون تونس. وترأست اللجنة الدكتورة نور الهدى باديس، مديرة مخبر بحوث في الأبنية والتصميم والجماليات، وضمّت اللجنة في عضويتها كلًا من الدكتور محرز بودية، أستاذ بجامعة منوبة، والدكتور شمس الدين الرحّالي، أستاذ بجامعة تونس المنار، والدكتور شكري السعدي، أستاذ بجامعة تونس.


سعت الأطروحة إلى تتبع الأصول التاريخية والثقافية التي مكّنت اللغة العربية من الوصول والارتقاء إلى مكانتها العلمية واللسانية في الفضاء الأكاديمي الأجنبي، مُسلطة الضوء على دور الترجمة والاستشراق والمكانة الحالية في هذا التطور. وقد تميز البحث بمنهجية شاملة، شملت رصدًا لسانيًا جغرافيًا واسعًا، أجرى جردًا لأقسام تدريس العربية في جامعات أجنبية ضمن 174 بلدًا غير عربي بعد فحص 10162 موقعًا رسميًا لمؤسسات جامعية. هذا العمل الإحصائي سمح بتقسيم البلدان إلى مجموعات بناءً على تفاوت حضور اللغة وتفسير العوامل التنظيمية والبيداغوجية الكامنة وراء ذلك. كما عملت الأطروحة على تحليل المناهج التعليمية والممارسة البيداغوجية، مرتكزة على تجربة لسانية ميدانية فرنسية، واختتمت بتقديم مجموعة من الحلول القابلة للتطبيق لتطوير تكوين الطلبة الأجانب. هذه الحلول تستند إلى المرجعيات العلمية المعاصرة وتدعو إلى تبني التوجهات المستحدثة في التعليم التواصلي والتعلم الذاتي الرقمي، مؤكدة على ضرورة تجاوز اعتبار العربية لغة تلقين واعتبارها لغة معرفة وإنتاج فاعلة ضمن السياقات الجامعية الأجنبية.