نظّمت المبادرة الوطنية المشتركة للحماية من العنف الرقمي، وبقيادة ست جهات تقودها نساء، ندوة توعوية في جامعة تعز ، وذلك تزامنًا مع حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، وبرعاية الأستاذ الدكتور محمد الشعيبي رئيس الجامعة، وبالتنسيق مع نيابة شؤون الطلبة وكلية التربية.
وقدّم خلال الندوة عدد من الأوراق العلمية والنقاشات التفاعلية التي تناولت أشكال العنف الرقمي، وآثاره النفسية والاجتماعية، والأطر القانونية والأمنية المتعلقة بجرائم الابتزاز الإلكتروني، وطرق الحماية الرقمية.
وأكد الأستاذ الدكتور/ رياض العقاب، نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلبة، في كلمته أن هذه الندوة تأتي في إطار المسؤولية المجتمعية بين الجامعة ومنظمات المجتمع المدني لنشر الوعي الرقمي وحماية الطلبة والطالبات من مخاطر الفضاء الإلكتروني. وأضاف أن جامعة تعز تولي اهتمامًا كبيرًا بقضايا الأمن الرقمي، الذي بات يشكل تهديدًا حقيقيًا لأمن المجتمع واستقراره، داعيًا الطلبة إلى الاستفادة من هذه الأنشطة والانخراط في جهود التوعية المجتمعية.
وتناولت الندوة خمس أوراق عمل رئيسية شملت الجوانب الاجتماعية والنفسية والأمنية والقانونية والتقنية.
ففي محور "العنف الرقمي ضد النساء: من الخوف إلى الحماية" استعرضت الدكتورة/ خديجة الحدابي، رئيسة مؤسسة سلام يمن وعضوة هيئة التدريس بكلية الآداب، وعضوة اللجنة الاستشارية بالمحافظة، مظاهر العنف الرقمي وآليات الحماية الاجتماعية، موضحة دور الأسرة والمؤسسات التعليمية والإعلامية في تعزيز الوعي والحماية.
و ناقشت الورقة الثانية الابتزاز الإلكتروني من زاوية أمنية، وقدمها الرائد معاذ الصامت، رئيس قسم جرائم المعلومات والابتزاز الإلكتروني بإدارة البحث الجنائي، حيث أوضح إجراءات الإبلاغ وآليات عمل الجهات الأمنية في التعامل مع القضايا والإجراءات المتاحة لحماية الضحايا.
وفي الورقة الثالثة التي قدمتها مؤسسة المرأة الآمنة تناولت الدكتورة ألطاف الأهدل، مدربة في مجال الحماية المجتمعية ومستشارة أسرية وكاتبة، أثر الابتزاز الإلكتروني على الجانب النفسي للمرأة، مستعرضة التأثيرات النفسية العميقة التي تتعرض لها الضحايا، وأهمية الدعم الأسري والاجتماعي.
كما استعرضت الدكتورة سوسن الحضرمي رئيسة مركز تنمية المرأة والطفل- في المحور القانوني بعضا من نصوص قانون الجرائم والعقوبات اليمني التي يمكن الاستناد إليها في تكييف جرائم العنف الرقمي، في ظل غياب قانون متخصص للجرائم المعلوماتية وقانون العنف ضد المرأة
أما الورقة الأخيرة المعنونة بـ "فهم آليات الابتزاز وبناء حائط الصد"، والتي قدمها المهندس عبدالرحمن الشوافي، فقد تناولت أساليب الابتزاز الإلكتروني والثغرات التقنية التي يستغلها المبتز، مع شرح لآليات تعزيز مهارات الأمان الرقمي وبناء حماية ذاتية فعّالة.
وأكّدت المبادرة الوطنية المشتركة أن رؤيتها تنطلق من مبدأ “فضاء رقمي آمن للجميع”، وأن رسالتها ترتكز على تمكين النساء من مواجهة التهديدات الإلكترونية بثقة، وكسر حاجز الصمت الذي تفرضه الوصمة الاجتماعية والخوف. كما تطمح المبادرة إلى أن تصبح منصة وطنية تُسهم في خفض معدلات العنف الرقمي، وتدعم حق المرأة في استخدام التقنية دون قيود أو تهديد.
الجدير بالذكر أن المبادرة أطلقت بيان إشهارها كمبادرة وطنية مشتركة لحماية النساء من العنف الرقمي خلال الندوة، تلا البيان الأستاذة نجاح حميد مديرة إدارة تنمية المرأة بالمحافظة مؤكدة التزام الجهات المؤسِّسة بالعمل المشترك وبروح المسؤولية للتصدي لجرائم العنف الرقمي، في خطوة وطنية تهدف إلى خلق مجتمع رقمي آمن يحترم كرامة النساء ويحمي حقوقهن، ويعزز دورهن في المشاركة المجتمعية والتنمية دون خوف أو تهديد. كما دعت المبادرة جميع المؤسسات الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني، والقطاع الإعلامي، والناشطين والمهتمين، إلى دعم هذه الجهود والانخراط في تحقيق أهدافها لضمان فضاء إلكتروني أكثر أمنًا.
وحضر الندوة الدكتور/ عزيز الأديمي، مدير عام إدارة البحوث والدراسات في ديوان عام المحافظة، والأستاذ/ مختار المريري مستشار محافظ تعز للشؤون الثقافية، وعبدالإله سلام الدبعي رئيس شبكة النماء الأهلية وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بتعز، والدكتور عبدالرحمن صبري مدير عام هيئة مستشفى الثورة، وعدد من مدراء عموم السلطة المحلية وعمداء كليات الجامعة ومراكزها، إضافة إلى مسؤولين من منظمات المجتمع المحلي.
واختُتمت الندوة بكلمة ألقاها سفير السلام في الوطن العربي الأستاذ/ فتحي شكري، أشاد فيها بالفعالية وبارك إطلاق المبادرة، مؤكدًا أهمية الاستمرار في مثل هذه الفعاليات التي تعزز السلام والأمن المجتمعي.