واصل مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية "مسام" تنفيذ مهمته الإنسانية من خلال نزع الألغام في اليمن بمختلف المحافظات، وذلك خلال الأسبوع الأول من شهر ديسمبر 2025. وشهدت الأيام الماضية جهودًا مضاعفة من فرق التفكيك، أسفرت عن إزالة أكثر من ألف لغم وذخيرة وعبوة ناسفة زرعت في مناطق مأهولة وممرات مدنية، مما يعكس استمرار المشروع في حماية الأرواح وتقليل الأخطار اليومية على السكان.
أرقام مرتفعة تكشف حجم التهديدات الميدانية
أظهرت أحدث بيانات المشروع أن فرق “مسام” تمكنت من نزع 1,033 مادة متفجرة، شملت ألغامًا مضادة للأفراد والدبابات وذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة. وتوضح هذه الحصيلة حجم التحديات التي تواجه عمليات نزع الألغام في اليمن، خصوصًا في المناطق التي شهدت نشاطًا مكثفًا لزرع المتفجرات بشكل عشوائي، الأمر الذي ضاعف من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون في حياتهم اليومية.
إنجازات ميدانية في عدة محافظات
حققت الفرق الهندسية للمشروع انتشارًا واسعًا في عدد من المحافظات، حيث نجح فريق حجة في إزالة عشرات الألغام المضادة للدبابات والعبوات الناسفة. وفي لحج تمكنت الفرق من التخلص من ذخائر غير منفجرة في مديريتي تبن والمضاربة، بينما شهدت محافظة عدن أكبر عمليات جمع للذخائر المتناثرة. وتواصلت الجهود في مأرب وشبوة وتعز، حيث عالجت الفرق عشرات المواقع الملوثة بالمتفجرات، مما أسهم في توسيع نطاق نزع الألغام في اليمن بشكل فعّال.
حصيلة متراكمة منذ بدء المشروع
ارتفع إجمالي ما جرى نزعه منذ إطلاق مشروع “مسام” إلى 527,493 لغمًا وذخيرة وعبوة مختلفة، وهي حصيلة ضخمة تكشف حجم التلوث الذي خلفته سنوات من النزاعات. وتوضح هذه الأرقام أن نزع الألغام في اليمن ليس مجرد عملية طارئة، بل مشروع إنساني طويل الأمد يحتاج إلى استمرارية وجهود مستمرة لاستعادة الحياة المدنية الطبيعية في القرى والمزارع والطرق العامة.
دور سعودي محوري في دعم الأمن الإنساني
يعكس مشروع “مسام” الدور الحيوي الذي تؤديه المملكة العربية السعودية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة في دعم الاستقرار داخل اليمن. وتعمل الفرق الميدانية وفق معايير دولية لضمان أن تكون عمليات التفكيك آمنة ومنظمة، بما يحد من التهديدات التي تطال الأطفال والنساء وكبار السن. وتمثل هذه المبادرات نقطة دعم أساسية لخفض المخاطر وفتح الطريق أمام مشاريع التنمية وإعادة الإعمار بالتوازي مع تقدم عمليات نزع الألغام في اليمن.
مستقبل الجهود والتوقعات القادمة
تشير التوقعات إلى استمرار العمل بوتيرة مرتفعة خلال الأسابيع المقبلة، خصوصًا في المناطق التي وردت عنها معلومات تفيد بوجود حقول ألغام واسعة. وتؤكد إدارة مشروع “مسام” أنها ماضية في التوسع نحو مناطق جديدة لضمان عودة الحياة الطبيعية تدريجيًا، في وقت يتطلع فيه اليمنيون إلى مرحلة خالية من المتفجرات، حيث تظل مهمة نزع الألغام في اليمن محورًا رئيسيًا لتحقيق الأمن والاستقرار.