شاركت جامعة عدن ممثلة بفريق متميز من قسم الآثار والسياحة بكلية الآداب، في الدورة التدريبية التي نظمتها جامعة السليمانية في إقليم كردستان العراق خلال الفترة من 8 إلى 11 ديسمبر الجاري، ضمن مشروع Transition – الحزمة WP4، والذي يهدف إلى حماية التراث الثقافي المادي وغير المادي في اليمن وإقليم كردستان العراق، مع تعزيز قدرات الأكاديميين والطلاب في مجال الحفاظ على التراث الثقافي وربطه بأهداف التنمية المستدامة.
وتألف وفد جامعة عدن من نخبة من الأكاديميين المتميزين، وهم الأستاذ الدكتور/جمال محمد الحسني عميد كلية الآداب، والدكتور/ماجد عبدالرشيد محمد قائم بأعمال رئيس قسم الآثار والسياحة، والأستاذ مشارك الدكتور/هيفاء مكاوي، والمهندسة/هيام مصعبي عضوتان في هيئة التدريس بقسم الآثار والسياحة، بالإضافة إلى مشاركة طالبتين من الكلية، وقد كانت مشاركة الوفد في الدورة فرصة للتفاعل المباشر مع أساتذة وطلاب من أربع جامعات في إقليم كردستان العراق، بما يعزز التعاون الأكاديمي والثقافي بين الجامعات.
افتتحت الدورة بكلمة ترحيبية ألقاها الدكتور/كارزان خضير مدير العلاقات الأكاديمية الداخلية بجامعة السليمانية، الذي رحب بالمشاركين من الجامعات الشريكة وشرح أهمية هذه الدورة في نقل المعرفة والخبرات العملية في مجال الحفاظ على التراث، كما قدم الشركاء الأوروبيون من جامعتي سابينزا الإيطالية وإيفورا البرتغالية عرضاً تفصيلياً للبرنامج التدريبي، متناولين أهدافه الأساسية، ومنهجياته العلمية، وآليات التفاعل مع المشاركين، بما يشمل الجمع بين الجانب النظري والتطبيقي في مجال صون التراث الثقافي.
خلال أربعة أيام متواصلة استكشف المشاركون العلاقة بين أهداف التنمية المستدامة والتراث الثقافي، مع التركيز على حماية الأقليات ومواقع التراث المحلية في السليمانية ومحيطها، وتبادلوا الخبرات والمعرفة حول أساليب توثيق التراث، استراتيجيات الحفاظ عليه، ودور المؤسسات الأكاديمية في ربط التراث الثقافي بالمجتمع المحلي. كما ناقش المشاركون تجارب دولية ناجحة في مجال الحفاظ على التراث، وطرق دمج عناصر التراث اللامادي في المناهج التعليمية لتعزيز الوعي الثقافي لدى الطلاب.
وأكد الدكتور/محمد سالم باعزب مدير عام العلاقات الدولية بجامعة عدن، أن هذه الدورة تمثل فرصة ذهبية لتعزيز قدرات الكوادر الأكاديمية وفتح آفاق للتعاون المشترك بين الجامعات في مجالات التعليم والبحث العلمي وحماية التراث الثقافي، مشيراً إلى أن المشاركة في مثل هذه البرامج تعزز من مكانة الجامعة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتتيح للطلاب والأساتذة الاطلاع على تجارب دولية متنوعة واستلهام أفضل الممارسات العلمية في هذا المجال.
وأكد المشاركون من جامعة عدن أن مثل هذه الدورات التدريبية تمثل فرصة متميزة لتطوير مهاراتهم الأكاديمية والبحثية، وتوسيع آفاقهم الثقافية والمهنية، مشيرين إلى أنها تعزز من قدراتهم على حماية التراث الثقافي المادي واللامادي، وربطه بالمجتمع المحلي والتعليم الجامعي، كما أشادوا بأهمية التبادل الثقافي والتجارب العملية التي اكتسبوها خلال الدورة، مؤكدين أن هذه البرامج تشكل جسرًا للتعاون المستقبلي بين الجامعات وتفتح المجال أمام مشاريع مشتركة تدعم البحث العلمي وصون التراث في اليمن والمنطقة، وأعربوا عن خالص شكرهم وتقديرهم لقيادة جامعة عدن ممثلة بالأستاذ الدكتور/الخضر ناصر لصور رئيس الجامعة، على دعمه المستمر وتشجيعه للكوادر الأكاديمية للمشاركة في مثل هذه البرامج الدولية، التي تعزز من مكانة الجامعة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وختم المشاركون الدورة الأسبوعية بأجواء من التعاون والتبادل الثقافي، مؤكدين أن هذا النوع من البرامج يسهم في بناء جسر مستدام للتواصل بين الجامعات ويعزز من قدرة الأكاديميين على نقل المعرفة والخبرات إلى الطلاب والمجتمع المحلي، بما يضمن حماية التراث الثقافي والحفاظ على هويته للأجيال القادمة.