بصفتي حضرميًا جنوبيًا وُلدتُ ونشأتُ وترعرعتُ في عدن الحبيبة، ومثلي مثل الغالبية العظمى من أبناء حضرموت، نرحّب بالقوات الجنوبية التي حققت انتصارات واضحة منذ بداية الغزو الحوثي لوطننا الجنوبي في العام 2015م. تلك الانتصارات جاءت بدعمٍ مباشر من التحالف العربي، والذي سيبقى دعمه وبطولاته دينًا في أعناقنا وأعناق أجيالنا القادمة، ضمن معركة الدفاع عن الأرض والهوية والمشروع العربي.
إننا كحضارم نثمّن الدور الكبير الذي قامت به القوات الجنوبية، وبصماتها الواضحة في حماية الجنوب والتصدي للمشروع الإيراني وأدواته في المنطقة، وهو دور لا يمكن إنكاره أو القفز عليه. كما أن المليونيات التي شهدتها حضرموت، ساحلًا وواديًا، تمثل دليلًا واضحًا على تأييد الشارع الحضرمي للمجلس الانتقالي الجنوبي وقواته المنتشرة في ربوع وطننا الحبيب، وبتفويض شعبي من أبناء الجنوب كافة، بما فيهم نحن الحضارم. ومع إدراكنا أن الاختلاف في الرأي السياسي أو القومي أو غيره ظاهرة طبيعية موجودة في جميع المجتمعات ودول العالم، فإننا ندعو إلى الاستماع لكل أصوات الحضارم، لا لفئة محدودة فقط.
ونؤكد أن وجود القوات الجنوبية في حضرموت أسهم بشكل مباشر في ترسيخ الأمن والاستقرار في وادي وساحل حضرموت. كما نؤكد أن هذه القوات ليست منتشرة في حضرموت وحدها، بل في مختلف محافظات الجنوب، وفي الوقت ذاته توجد قوات جنوبية من قيادات وأفراد من أبناء حضرموت تقوم بتأمين وحماية مناطق أخرى في الجنوب، في صورة وطنية تعكس وحدة المصير والشراكة في المسؤولية.
وانطلاقًا من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، ثم من القيم التي تحكم الدول المستقرة، فإننا ننبذ الدعوات العنصرية أو محاولات إشاعة التفرقة داخل مجتمعنا الجنوبي. فالجنوب نسيج اجتماعي واحد وهوية سياسية واحدة، ومثلما نحترم شعوب دول العالم كافة ونتعامل معها كمجتمعات متماسكة بهوية وطنية واحدة، فإننا نرى أن من واجب العالم والمجتمع الدولي دعم مساعينا في نبذ التفرقة والعنصرية، وتعزيز قيم التعايش والوحدة داخل مجتمعنا الجنوبي، واعتبارنا شعبًا واحدًا يحمل هوية جنوبية واحدة، كانت دولته عضوًا في مجلس الأمن حتى 21 مايو 1990م، وهي فترة ليست من الماضي البعيد.
ولا نعتقد أن خروج هذه القوات، التي أثبتت بسالتها في التصدي للمشروع الإيراني في المنطقة، من حضرموت يمثّل مطلبًا شعبيًا حضرميًا حقيقيًا، بل هو مطلب تقف خلفه أطراف لا يسرّها وجود قوات كان للتحالف العربي دورٌ أساسي في تأسيسها وبنائها، بقيادة فخامة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، لما تمثله من قوة وطنية فاعلة في حماية الأمن والاستقرار والدفاع عن أرض وشعب الجنوب والمشروع العربي.
ونحن كحضارم جنوبيين نطمئن الشعب الجنوبي الوفي والصابر بأننا شعب واحد ونسيج واحد، وأن دولتنا الجنوبية الحديثة، بقيادة فخامة الرئيس عيدروس الزبيدي، لن تكون ساحة لتصفية الحسابات أو تمرير المشاريع المعادية، بل دولة تعايش وسلام وعلم وتطور وبناء.
#حضرموت_مع_قوات_الجنوب
#الجنوب_نسيج_واحد__وشعب_واحد
اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك
نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي
محافظ محافظة حضرموت الأسبق