نقاش داخل البرلمان البريطاني حول الأوضاع السياسية والاقتصادية في اليمن

نظّم المنتدى اليمني البريطاني، بالتعاون مع المجموعة البرلمانية المشتركة المعنية باليمن (Yemen APPG)، لقاءً برلمانياً رفيع المستوى داخل قاعة قبة البرلمان البريطاني في العاصمة لندن، جمع عدداً من البرلمانيين اليمنيين بنظرائهم من البرلمان البريطاني، وبحضور شخصيات يمنية-بريطانية بارزة وفاعليات مهتمة بالشأن اليمني.

وشارك في اللقاء من الجانب اليمني كلٌّ من عبدالرزاق الهجري عضو مجلس النواب ومستشار رئيس الجمهورية، والنائب علي عشّال، والنائب علي المعمري، فيما حضر من الجانب البريطاني النائب أليكس والنائب طاهر علي عن حزب العمال الحاكم.

واتسم اللقاء بطابع نقاشي معمّق، تجاوز الإطار البروتوكولي، حيث قدّم الوفد البرلماني اليمني عرضاً شاملاً للوضع في اليمن بمختلف أبعاده السياسية والإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، مؤكدين أن الأزمة اليمنية لم تعد أزمة أمنية فقط، بل هي أزمة سياسية–اقتصادية مركبة تتطلب مقاربة شاملة تعيد تشغيل الدولة، وتمكّن مؤسساتها، وتفعّل مواردها الوطنية.

وأكد المتحدثون أن جماعة الحوثي تتحمّل المسؤولية الرئيسية عن تعميق الأزمات الاقتصادية والسياسية في اليمن، من خلال سياساتها التي عطّلت مؤسسات الدولة، وأفقدتها مواردها السيادية، وأدخلت الاقتصاد في حالة شلل شبه كامل، فضلاً عن تقويض العملية السياسية، وإطالة أمد الصراع، وتحميل المواطن اليمني كلفة باهظة على المستويات المعيشية والإنسانية والاجتماعية.

وسلّط النقاش الضوء على حالة الاقتصاد المخنوق نتيجة توقف تصدير النفط، باعتباره قضية سياسية قبل أن يكون ملفاً اقتصادياً، حيث أشار الوفد اليمني إلى أن تعطيل تصدير النفط من قبل جماعة الحوثي شكّل ضربة قاصمة لموارد الدولة، وأدى إلى غياب الرواتب، وتراجع الخدمات الأساسية، وتفاقم معاناة المواطنين في مختلف المناطق.

كما تطرق المتحدثون إلى تعقيدات المشهد السياسي، بما في ذلك دور المجلس الانتقالي الجنوبي، إضافة إلى المخاطر المتزايدة المرتبطة بسياسات الحوثيين في البحر الأحمر، وما يترتب عليها من تدويل للممرات البحرية، وعزل اليمن عن محيطه الإقليمي والدولي، وتحويله إلى ساحة صراع مفتوح، بما يشكّل تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي والدولي.

من جانبهم، أبدى البرلمانيون البريطانيون اهتماماً واضحاً بما طُرح خلال اللقاء، مؤكدين أهمية الاستماع المباشر للأصوات اليمنية البرلمانية، وفهم جذور الأزمة من منظورها الداخلي، بعيداً عن المعالجات الجزئية أو المقاربات الأمنية الضيقة.

ويأتي هذا اللقاء في إطار جهود المنتدى اليمني البريطاني، بالتعاون مع Yemen APPG، لتعزيز الدبلوماسية البرلمانية، وبناء قنوات تواصل فاعلة داخل المؤسسات التشريعية البريطانية، ونقل النقاش حول اليمن من إدارة الأزمة إلى فهم أسبابها البنيوية، بما يسهم في دعم الشرعية اليمنية، واستقرار اليمن، وتطلعات شعبه نحو دولة فاعلة وسلام عادل ومستدام.