آخر تحديث :الثلاثاء-16 ديسمبر 2025-10:54م
أخبار وتقارير

تحديات شاسعة وتمويل شحيح: مكتب التخطيط بالمهرة يكشف عن جهود حثيثة لسد الفجوة التنموية وإعداد خطة طموحه

الثلاثاء - 16 ديسمبر 2025 - 09:21 م بتوقيت عدن
تحديات شاسعة وتمويل شحيح: مكتب التخطيط بالمهرة يكشف عن جهود حثيثة لسد الفجوة التنموية وإعداد خطة طموحه
المهرة (عدن الغد) خاص

كشف الاستاذ علي سالم محيسن، مدير عام مكتب التخطيط والتعاون الدولي بمحافظة المهرة، عن حجم التحديات التنموية الهائلة التي تواجه المحافظة، وذلك في تصريحات خاصة سلطت الضوء على الفجوة الكبيرة بين الاحتياجات الملحة والإمكانيات المتاحة


وأوضح محيسن، خلال حديث صحفي مفصل، أن الدور الأساسي للمكتب يتمثل في "حشد التمويلات وتوجيهها نحو الاحتياجات الملحة في محافظة المهرة حسب الأولويات"، مشيراً إلى أن الأولويات الحالية والمستقبلية تتركز على قطاعات الصحة والتعليم والمياه، التي تعاني من "احتياج كبير وواسع"


وحدد مدير التخطيط جملة من التحديات الأساسيةمتمثلة


بالمساحات الشاسعة وتباعد المديريات: ووصف المسافات بين مديريات المحافظة بأنها قد تصل إلى 300 كم، "كأنك تسافر من دولة إلى دولة"، مما يشكل تحدياً لوجستياً كبيراً في وصول الخدمات

كما أشار إلى وجود "نزوح كبير" إلى المحافظة، لافتاً إلى أن العديد من الأسر لا تُسجّل رسمياً، مما يحرف البيانات ويعيق التخطيط الدقيق واستقطاب الدعم المناسب

و سلط الضوء على الخسائر "بالمليارات" التي سببتها المنخفضات والأعاصير المتكررة خلال السنوات الماضية، والتي أضرت بشبكات الطرق والمياه والكهرباء والمرافق التعليمية الهشة أساساً

في محاولة لمواجهة هذه التحديات بشكل منهجي، كشف محيسن عن عمل مكتبه حالياً بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) والمكاتب الفنية المعنية على إعداد "خطة تنمية مستدامة للمحافظة للفترة 2026-2030". وتهدف هذه الخطة، التي لا تزال في مراحلها الأولى، إلى تحديد الاحتياجات بشكل "دقيق وواضح" لتكون دليلاً لتوجيه التمويلات المحلية والدولية نحو الأولويات الحقيقية



كما وجه محيسن برسالة واضحة للمجتمع الدولي والمنظمات المانحة، واصفاً حجم الدعم المقدم للمحافظة بأنه "شحيح جداً" ولا يتناسب مع حجم الاحتياجات واتساع الرقعة الجغرافية

وذكّر بأن المحافظة استضافت مؤخراً مؤتمراً في عدن برعاية وزير التخطيط والتعاون الدولي، الدكتور/ وأعد باذيب، حضرته أكثر من 30 منظمة، تم خلاله شرح الاحتياجات بالتفصيل، "وكانت هناك وعود، لكن التدخلات إلى الآن ما زالت قليلة"


وأكد محيسن أن جهود المكتب تركز على توجيه أي تمويل متاح نحو دعم قطاعي التعليم والصحة بشكل أساسي، نظراً للضغط الهائل عليهما بسبب النمو السكاني والنزوح. ولفت إلى معاناة المعلمين والأطباء من صعوبة الوصول إلى مواقع العمل في المناطق النائية وضآلة الرواتب مقارنة بالخدمة الجليلة التي يقدمونها، داعياً المنظمات الدولية إلى الالتفات لهذا الجانب الإنساني والتنموي المهم


من ناحية إيجابية، أشار المدير إلى أن وفداً من المحافظة قد قدّم مؤخراً في عدن موازنة خاصة بمحافظة المهرة لمناقشتها مع الجهات المعنية في الحكومة المركزية، معرباً عن تفاؤله بحصولها على الموافقة، مما سيسهم في دعم الإيرادات المحلية المحدودة


ونوه محيسن في حديثه بالتأكيد على أن المهرة، بموقعها وخصوصيتها، "كل المحافظات تستفيد منها"، معرباً عن أمل أبنائها في أن تحظى بـ "إنصاف تنموي" من قبل الحكومة والجهات المانحة، لمواجهة تداعيات تغير المناخ والوفاء بالطلب المتزايد على الخدمات

الأساسية لسكانها

وفي ختام حديثه تقدم بالشكر لمعالي وزير التخطيط والتعاون الدولي د/ واعد باذيب على دعمه لمحافظة المهرة والتعريف بها وباحتياجاتها وبخاصة بعد اعصار تيج لدى المنظمات الدولية


وأكد في حديثه أن السلطة المحلية ورغم محدودية الإمكانيات والظروف الصعبة استطاعت تنفيذ وتمويل عدد من المشاريع الخدمية والتنموية وهو جهد يُحسب لها ويعكس حرصها على تلبية احتياجات المواطنين بما هو متاح من موارد.

كما وجه الشكر


الى معالي الاستاذ محمد علي ياسر محافظ محافظة المهرة على دعمه المتواصل لمكتب التخطيط والتعاون الدولي، وتذليله للصعوبات التي أسهمت في تيسير مهامه والارتقاء بأدائه. كما نثمّن اهتمامه وحرصه على تمكين المكتب من القيام بدوره التخطيطي والتنسيقي بما يخدم مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمحافظة، ويعكس رؤيته في تعزيز العمل المؤسسي والتخطيط السليم. فله جزيل الشكر والتقدير، متمنين له دوام التوفيق والسداد لما فيه خير المهرة وأبنائها.