قال الصحفي نبيل الصوفي إن اليمن اليوم لا يحتاج إلى شعارات عن وحدة المرتبات أو خطابات طوباوية منفصلة عن الواقع، بقدر ما يحتاج إلى وحدة حقيقية للجبهات، محذرًا من خطورة تجاهل معركة الشمال وتركها تحت سيطرة جماعة الحوثي.
وأوضح الصوفي، في حديث تابعت صحيفة عدن الغد مضمونه، أن الحوثي ليس “جيبًا” يمكن تأجيل مواجهته بحجة النفس الطويل، في الوقت الذي تنشغل فيه النخب بمصالحها الخاصة وشعاراتها، بينما تسيطر الجماعة فعليًا على العاصمة صنعاء وثلاثة أرباع الشمال، وتفرض مشروعها العنصري والدموي المرتبط بالحرس الثوري الإيراني.
وأشار إلى أن الواقع على الأرض يختلف كثيرًا عن نقاشات وسائل التواصل الاجتماعي، لافتًا إلى أن المواطن في الشمال “يتكوم على نفسه” بعيدًا عن صراعات وحدويي المرتبات والفيز والإقامات، في ظل غياب أولوية حقيقية لتحرير الشمال وإعادة بناء الجبهات.
وأكد الصوفي أن التنازل عن أولوية الجبهات شمالًا يعني عمليًا تسليم الشمال للحوثي، مشددًا على أن الصراخ حول الوحدة في هذه الحالة لا يحمل أي معنى حقيقي، بل يتحول إلى غطاء للعجز والفشل.
وأضاف أن كل أزمة تُستخدم ضد الجنوب تعيد الخطاب السياسي شمالًا إلى “ضبط المصنع”، حيث لا يُنظر إلى سيطرة الحوثي بوصفها انفصالًا، وهو ما يمنح الجنوب – بحسب تعبيره – مبررات إضافية لحماية نفسه من الشمال ومن الحوثي معًا.
ورأى الصوفي أن المنطقة، مع مرور الوقت، ستتجه لدعم قيام دولة جنوبية، مع اختلافات طبيعية حول العلاقات والنفوذ، معتبرًا أن المملكة العربية السعودية لا يمكن أن تدخل في حرب ضد الجنوب لصالح شمال يسيطر عليه الحوثي، وإنما تسعى فقط إلى ترتيبات تخص الجنوب ضمن معركتها الأوسع لفرض السلام والاستقرار في المنطقة.
وختم بالتحذير من أن نخب الشمال، ما لم تنحاز لمعركة واضحة عنوانها حق الجنوب وتحرير الشمال، ستجد نفسها وقد خسرت كل شيء، حتى ما تبقى من “الكشوفات”، وسيُترك الشمال لمصير قاسٍ بلا حرب ولا سلام.
غرفة الأخبار / عدن الغد
