بعث الشيخ محمَّد أحمد هواش العاطفي " صُبَيح " ، شيخ مشايخ قبيلة " العوطف صُبَيح " ، بمركز العارة بمحافظة لحج بالجمهورية اليمنية ، برقية عزاء و مواساة ، في رحيل دولة الأستاذ علي عارف برهان أبو بكر باشا ، الزعيم الجيبوتي الكبير ، و أول رئيس مجلس الوزراء الأسبق لإقليم العفار و العيسى في جيبوتي الشقيقة ، الذي غادر الدنيا ، يوم الإثنين الموافق 15 ديسمبر 2025 م ، كما يغادر الحكماء الكبار ، بصمتٍ يليق بثقلهم ، و غيابٍ يترك في الذاكرة فجوة لا يردمها الزمن ، و بعد مسيرة وطنية طويلة ، صاغ خلالها ملامح الدولة الجيبوتية بالحكمة ، و أدار مفاصلها بالعقل ، و حرس مستقبلها بالصبر .
و قال الشيخ محمَّد أحمد هواش العاطفي " صُبَيح " ، في برقية تعزيته ، التي تسلَّمت صحيفة (( عدن الغد )) نسخة منها : (( إن الفقيد لم يكن رجل سياسة عابراً في سجل المناصب فقط ، بل إنه كان مرحلة قائمة بذاتها ، و صوتاً نادراً في زمن الصخب ، حمل الوطن في ضميره قبل أن يحمله في خطابه ، و اختار له طريق النجاة حين كانت الطرق الأخرى أكثر إغراءً و أشد خطراً ، فكان حضوره طمأنينة ، و قراره اتزاناً ، و موقفه ميزاناً دقيقاً بين الممكن و الواجب )) .
و أضاف قائلاً : (( إن علي عارف برهان ، سيظل واحداً من أولئك الذين لم يكتبوا أسماءهم بالحبر فحسب ، و إنما أيضاً بالأثر ، و لم يتركوا وراءهم شعارات ، بل تركوا دولة أكثر تماسكاً ، و نسيجاً اجتماعياً مصوناً من التصدع ، و تاريخاً يعرف أن بعض الرجال يُحسنون الانتظار ، حين يكون الانتظار هو أعلى درجات الشجاعة ، و أصدق أشكال الوفاء للأوطان )) .
و أشار " العاطفي " ، إلى أن رحيل الفقيد علي عارف برهان ، لا يُحدث فراغاً في الهرم السياسي فقط ، و إنما كذلك يخلف وجعاً هادئاً في وجدان الشعوب ، لأن القامات الكبرى حين تغيب ، تترك وراءها صمتاً ثقيلاً ، يُذكَّر في كل منعطف بأن الحكمة كانت هنا ذات يوم ، و أن صوت العقل قد خفت ، لا لأنه هُزم ، بل لأنه أدى أمانته و رحل .
و أوضح الشيخ محمَّد أحمد هواش العاطفي " صُبَيح " أنه ، و نظراً لتلقيه العلاج حالياً بمدينة القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية الشقيقة ، فقد أوفد نجله الشيخ شكري محمَّد أحمد هواش العاطفي " صُبَيح " ، يرافقه الشيخ سعفة صالح علي ، إلى جمهورية جيبوتي الشقيقة ، لتقديم واجب العزاء و المواساة لأسرة الفقيد الكريمة ، و نقل مشاعر الحزن العميق ، و مشاركة أهل الراحل هذا المصاب الجلل ، بما يليق بمكانته و مسيرته الوطنية .
و اختتم الشيخ محمَّد أحمد هواش العاطفي " صُبَيح " ، شيخ مشايخ قبيلة " العوطف صُبَيح " ، بمركز العارة بمحافظة لحج بالجمهورية اليمنية ، برقية تعزيته ، بالدعاء إلى الله العلي القدير ، أن يتغمَّد الفقيد الفذ دولة الأستاذ علي عارف برهان أبو بكر باشا ، بواسع رحمته ، و أن يجعل مثواه الجنة ، و أن يُلهم أسرته و ذويه و محبيه و الشعب الجيبوتي الشقيق ، الصبر و السلوان ، مستحضراً قول الله تعالى : ﴿ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۞ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۞ ﴾ . . صدق الله العظيم .