أوقفوا نزيف الغياب أنقذوا الشاعر الوطني الكبير علي ناصر الناصري قبل فوات الأوان ، لم يكن يوماً باحثاً عن المجد والشهرة ولاراكضاً خلف الأضواء ، كان وهجاً خالصاً للكلمة ومرآة صافية لوجع الأرض وضميراً حياً للوطن الجريح ليس ذلك فحسب ، بل كلماته كانت بيوتاً ومأوى لكل الناس وأبياته ملاذاً للنفس والوجدان !
الناصري اليوم يتألم لايناشد ولايشتكي وجسده يصارع المرض أين أنتم يامن صدحت أفراحكم واحزانكم بقصائده وأشعاره أين الضمائر الحية ، اين أهل الوفاء فالشاعر علي ناصر لايستحق كل هذا الغياب !
الناصري القصيدة التي تتنفس وجع الوطن وتختنق اليوم على سرير المرض بصمت ، مرضه أختبار للأخلاق وللوفاء والضمائر ، هل ننتظر حتى ينقل خبر وفاته للننثر عليه التعازي والمدح والثناء بعد رحيله ، لذا أنقذوا صوت الجنوب الحر ، الشاعر علي ناصر الناصري يستغيث !
لم يكن كذلك الناصري شاعراً عادياً ، كان صوتاً لمن لاصوت له ولساناً لكل أبناء الريف ، هتف فأنصف ونازل بقصائده فأنار وداوى الانكسارات بالبيان ، شاعر رسم بلغة القلب وجدان الناس ، وعلم كيف تكون الكلمة بندقية في وجه الأعداء حين تُصاغ بضمير !
أبو ناصر يرقد علي سرير المرض وتحيط به جدران المشفى الذي لا يرحم ، وتغيب عن غرفته هدرات وضحكات من صفقوا له يوماً ، فأين الاصدقاء وأين الجهات التي تغنت باشعاره في المهرجانات والأعراس ، أليس هذا وقت الوفاء إن ما يعانيه الناصري في هذه اللحظات ليس مجرد أزمة صحية بل هو امتحان أخلاقي لنا جميعاً !
إننا لا نطلب المستحيل في موضوعنا هذا ، ولكن نناشد كل الغيورين من مسؤولين وادباء ومثقفين وخيرين ، إلى أن يسارعوا في إنقاذ ماتبقى من روح هذا الشاعر المكلوّم ، فليس من الوفاء والإنصاف أن نتركه وحيداً ، يا كل من حفظ بيت من أشعار الناصري هبّوا فالقصيدة تحتضر !