زنجبار تنتفض .. حشود جماهيرية تؤكد تمسكها باستعادة دولة الجنوب

يتواصل الزخم الشعبي في محافظة أبين، وتحديدًا في مدينة زنجبار، حيث تشهد ساحات الاعتصام السلمي المفتوح تدفقًا يوميًا متزايدًا من الجماهير القادمة من مختلف أحياء المدينة وضواحيها، إلى جانب وفود جماهيرية من مديرية خنفر، جعار، الحصن، باتيس، والرواء، هاتفين بتاريخ الجنوب ومجده الذي صنعه أبناؤه المناضلون.

وفي صباح اليوم، استقبل مخيم الاعتصام المفتوح في زنجبار حشودًا جديدة من المتضامنين المطالبين بعودة دولة الجنوب إلى ما كانت عليه قبل 22 مايو 1990م، دولة النظام والقانون والمؤسسات. وفي كلمة ترحيبية ألقاها الأستاذ علي شيخ السوري، نائب رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة أبين، أكد أن هذه الحشود اليومية تعكس إصرار أبناء الجنوب على استعادة دولتهم الممتدة من باب المندب غربًا حتى المهرة شرقًا.

وأشار السوري إلى محاولات الإعلام المعادي لتشويه الحقائق وزرع الفتن، مؤكدًا أن ما يُروّج عن رغبة دول التحالف في سحب القوات الجنوبية لا أساس له من الصحة، فهذه القوات ثابتة في مواقعها، ولن يتمكن أحد من زعزعة وجودها. ودعا إلى عدم الإصغاء للأصوات النشاز، مشددًا على أن دول التحالف تقف إلى جانب الجنوب وتدعمه.

كما ألقى كل من عضو الجمعية الوطنية الأستاذ صالح سالم أبو الشباب، وعضو مجلس المستشارين الأستاذ دوعن منصور دوعن، كلمتين أكدا فيهما أن الجماهير قد حسمت خيارها، ولن تغادر الساحات حتى تحقيق هدفها في استعادة الدولة الجنوبية المستقلة بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي.

من جانبه، ألقى ناصر مساعد الشدادي، رئيس اللجنة الزراعية بمديرية زنجبار ورئيس جمعية مزارعي القريات، كلمة باسم المزارعين، أشار فيها إلى التدهور الكبير الذي شهده القطاع الزراعي في أبين خلال العقود الثلاثة الماضية، مؤكدًا أن المحافظة التي كانت تُعد سلة غذاء الجنوب والشرق، باتت تعاني من تراجع حاد في الإنتاج الزراعي نتيجة الإهمال وتدمير البنية التحتية للري، مطالبًا بعودة الدولة والنظام لإنقاذ ما تبقى من مقدراتها.

وشهدت الفعالية حضورًا لافتًا لقيادة وأساتذة كلية مجتمع أبين التقنية، حيث ألقى الدكتور محمد سليمان ناصر، عميد الكلية، ونائبه الدكتور محمد الطائف، والدكتور خالد العمري، مسؤول شؤون الطلاب، كلمات أكدوا فيها دعمهم الكامل للاصطفاف الوطني الجنوبي، ومساندتهم للقيادة السياسية في مساعيها لاستعادة الدولة، مشيرين إلى أن التهميش والإقصاء الذي طال الكوادر الجنوبية كان من أبرز أسباب فشل مشروع الوحدة.

وكان للشعر حضوره في الفعالية، حيث ألقى الشاعر أبو ناصر العوذلي قصيدة وطنية بعنوان "أبين بلادي"، مجّد فيها تاريخ المحافظة ومكانتها النضالية، قائلاً:

«أبين بلادي تاج راسي والعقال

سل عنها كل الصحاري والغفار

من حبها يبشر بسعده والمنال

أبين وما أبين إذا جاز السؤال»

كما ألقى الطفل علا سالم فرج قصيدة مؤثرة عبّرت عن تطلعات الجنوبيين في استعادة دولتهم، ولاقت تفاعلًا كبيرًا من الحضور.

وشهدت الفعالية حضور عدد من الشخصيات الاجتماعية والقيادات المحلية، من بينهم الاستاذ عبدالله برهوت مدير الإدارة التنظيمية بالمجلس الانتقالي بالمحافظة والأستاذ محمد زيد عبدالله السعدي، مدير الإدارة الاقتصادية في المجلس الانتقالي بالمحافظة، والأستاذ غسان سالم جوهر، مدير عام النقل، والشيخ حسين منصور الحنشي، إلى جانب جمع غفير من المواطنين الذين احتشدوا في ساحة الاعتصام، مجددين العهد على مواصلة النضال السلمي حتى تحقيق تطلعاتهم الوطنية.