اختتم الفريق الوطني المُشكَّل حديثًا في عدن، ورشة عمل تدريبية مكثفة استمرت خمسة أيام، وذلك في إطار عملية إعداد خطة عمل محلية شاملة ومراعية للنوع الاجتماعي لمناهضة التطرف العنيف في عدن للفترة 2025-2027.
وشهدت الورشة، التي قادتها منظمة مبادرة مسار السلام بالتعاون مع شركاء محليين، تركيزًا على بناء إطار استراتيجي متماسك وقابل للتنفيذ، يهدف إلى تعزيز الأمن المجتمعي والوقاية من التطرف العنيف ومكافحته.
بدأ الفريق الوطني أعماله بالتركيز على صياغة الرؤية والأهداف الرئيسية لخطة العمل المحلية، وتطبيق "نظرية التغيير" كأداة استراتيجية لضمان فعالية التدخلات.
وخلال الأيام التالية، عمل المشاركون على مواءمة الأهداف مع الأنشطة والمخرجات المتوقعة، مما أسهم في تطوير خطة عمل متماسكة تعكس أولويات المجتمع واحتياجاته الفعلية.
وأكدت النقاشات المعمقة والتمارين العملية على أهمية الربط بين التحليل والسياق المحلي، لضمان أن تكون التدخلات المقترحة معبرة عن أولويات المجتمع واحتياجاته الفعلية في مجال الوقاية من التطرف العنيف ومكافحته.
شهدت الورشة جلسة ثرية لتبادل الخبرات، حيث استضاف الفريق الوطني الخبيرة داليا محمود المعماري من مؤسسة الخط الإنساني (Human Line Foundation). وشاركت المعماري رؤى معمقة من تجربتها في العمل الميداني مع المجتمعات المتأثرة بالتطرف العنيف في العراق.
وسلطت الخبيرة الضوء على التحديات التي تواجه الأسر المتضررة وأهمية معالجة جذور التطرف، مستعرضة نموذج الشرطة المجتمعية في العراق ودورها في حل النزاعات وتقديم الدعم النفسي والقانوني. كما أبرزت ضرورة إشراك مختلف المكونات الدينية والعرقية في جهود الأمن المجتمعي، وشرحت الهيكل الوطني لخطة مكافحة التطرف في العراق عبر اللجان المحلية والشراكة مع الجهات الحكومية والمجتمعية.
اختتمت ورشة العمل بتخصيص الجلسة الختامية لاستعراض المهام وآلية العمل للفترة القادمة، لضمان وضوح الأدوار وتنسيق الجهود ضمن عملية إعداد الاستراتيجية وخطة العمل المحلية. ويأتي هذا التدريب ضمن مشروع يتبنى نهجًا تشاركيًا يستند إلى المجتمع المحلي، بهدف تعزيز التخطيط التشاركي واستدامة الجهود الرامية إلى مواجهة التطرف العنيف وتعزيز الأمن المجتمعي في عدن.
