شهدت ساحة العروض في العاصمة عدن، اليوم، حشداً جماهيرياً غير مسبوق، توافدت إليه جماهير غفيرة من مختلف محافظات الجنوب، في مشهد وطني مهيب جسّد حجم الالتفاف الشعبي حول القضية الجنوبية، والمطالبة الصريحة بإعلان دولة الجنوب العربي كاملة السيادة.
وعكست هذه الحشود البشرية، التي تقدّمها أبناء يافع خاصةً والجنوب عامةً، رسائل واضحة وحازمة إلى فخامة اللواء القائد عيدروس قاسم الزُبيدي – Aidroos Alzubidi، وإلى ممثلهم الشرعي المجلس الانتقالي الجنوبي، تؤكد تمسّك الشعب الجنوبي بحقه المشروع في استعادة دولته، ورفضه القاطع لأي حلول تنتقص من تطلعاته الوطنية أو تتجاوز إرادته الحرة.
كما وجّه المشاركون رسائل مباشرة إلى دول الإقليم والعالم، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، والمنظمات الحقوقية، داعين المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، والوقوف إلى جانب إرادة شعب الجنوب، ودعم حقه في تقرير مصيره، وإعلان دولته المستقلة على حدودها المعروفة قبل عام 1990م.
وأكد المتظاهرون أن شعب الجنوب قدّم قوافل من الشهداء في سبيل الدفاع عن أرضه وهويته وكرامته، وواجه مختلف صنوف الإقصاء والتهميش والحرمان، مشددين على أن تلك التضحيات الجسيمة لن تذهب سُدى، وأنها تمثل دافعاً قوياً لمواصلة النضال السياسي والجماهيري حتى تحقيق أهداف الثورة الجنوبية واستعادة الدولة كاملة السيادة.
ورفع المحتشدون الأعلام الجنوبية واللافتات الوطنية المعبّرة عن تطلعاتهم المشروعة، ورددوا الهتافات الثورية التي جسّدت وحدة الصف الجنوبي وصلابة الموقف الشعبي، مؤكدين أن هذا الحراك الجماهيري السلمي يعكس إرادة لا تلين، وعزماً ثابتاً على المضي قدماً نحو استعادة الدولة الجنوبية، وبناء مستقبل ينعم فيه أبناء الجنوب بالأمن والاستقرار والعدالة.