قال الكاتب نايف القانص إن حالة من الحيرة تسود الأوساط السياسية والمجتمعية إزاء ما يحدث في الجنوب، بين من يرى ضرورة انتقاد الواقع القائم، ومن يذهب إلى تأييده أو تفهّمه في ظل انهيار شامل للدولة.
وأوضح القانص أن انتقاد تجربة الجنوب في الوقت الراهن يفتقر إلى الأساس الأخلاقي والواقعي، مشيرًا إلى أن الدولة قد سقطت ومعها النظام والقانون والعقد الاجتماعي، ما أدى إلى ضياع الحقوق، وفي مقدمتها الرواتب، وفتح المجال أمام المليشيات لملء الفراغ.
وأضاف أن الجنوب، في هذا المشهد المعقّد، يحاول البحث عمّا تبقى من إرث دولته السابقة، ويسعى إلى استعادته من بين أنقاض دولة مفككة تتنازعها قوى خارجية، صنعت أذرعًا مليشياوية تسيطر كل منها على منطقة بعينها.
وختم القانص بالقول: «ما دمنا عاجزين عن استعادة الدولة، فلا يحق لنا أخلاقيًا أن ننتقد من يحاول البحث عن بقاياها»، معتبرًا أن فهم السياق العام شرط أساسي قبل إصدار الأحكام.