آخر تحديث :الأربعاء-24 ديسمبر 2025-02:32م
فن

محمد صالح همشري.. صوت عدني جميل طواه النسيان

الأربعاء - 24 ديسمبر 2025 - 09:55 ص بتوقيت عدن
محمد صالح همشري.. صوت عدني جميل طواه النسيان
((عدن الغد))خاص

كتب: أحمد محمود السلامي .

يُعدّ الفنان الراحل محمد صالح همشري واحدًا من الأصوات العدنية الجميلة التي لم تنل حظها الكافي من التوثيق والاهتمام، رغم حضورها اللافت في بدايات الحركة الغنائية الحديثة بمدينة عدن.

وُلد همشري في حافة الشريف بمدينة كريتر – عدن في 25 ديسمبر 1938م، ونشأ في بيئة فنية ساعدته على صقل موهبته مبكرًا، حيث تتلمذ على يد الموسيقار الكبير يحيى محمد مكي، الذي كان أستاذًا لعدد من رواد الأغنية العدنية، من بينهم أحمد قاسم ومحمد عبده زيدي ومحمد عبده سعد.

في بداياته الفنية، لحّن له يحيى مكي أغنيتين من كلمات الشاعر لطفي جعفر أمان، هما: «خايف أحبك» و**«ما كنت أدري»**، وقد شكّلتا محطة مهمة في مسيرته الغنائية. كما شارك في نهاية خمسينيات القرن الماضي في عمل غنائي حواري (ديالوج) جمعه بالفنان أبوبكر سالم بلفقيه، والفنانة الرائدة نبيهة عزيم، والفنان محمد عبده سعد، وهو عمل من كلمات وألحان أبوبكر سالم، عكس روح تلك المرحلة وثراء التجربة الغنائية العدنية آنذاك.

وخلال ستينيات القرن الماضي، قدّم همشري أغنية «خدعوا قلبك» من كلمات وألحان أبوبكر سالم بلفقيه، والتي عبّرت عن حس وجداني صادق، وقد قام بلفقيه بتسجيلها بصوته على الأسطوانات الشمعية في شركة سعيد فون للتسجيلات بالعاصمة اللبنانية بيروت.

وتبقى أغنية «اشهدوا لي على الأخضر» من أشهر أعمال محمد صالح همشري، وهي من كلمات الشاعر محسن علي بريك، وقد لاقت انتشارًا واسعًا لما حملته من عذوبة لحنية وبساطة شعرية، وجسّدت ملامح الغناء العدني في تلك الفترة، وكان مطلعها شاهدًا على صدق التجربة الفنية للفنان.

رغم موهبته وحضوره، ابتعد محمد صالح همشري مبكرًا عن ساحة الغناء والفن، ليغيب اسمه تدريجيًا عن المشهد، حتى وافته المنية في 13 سبتمبر 2000م. وقد حاولت ابنته الفنانة منى أن تواصل هذا المشوار الفني بطريقتها الخاصة، إلا أن القدر لم يمهلها طويلًا، فرحلت عن الدنيا في عزّ شبابها وعطائها الفني.

يبقى محمد صالح همشري أحد الأصوات التي تستحق إعادة الاعتبار والتوثيق، بوصفه جزءًا أصيلًا من ذاكرة الأغنية العدنية وتاريخها الفني .