أكدت مواقف المملكة العربية السعودية الأخيرة أن الرياض تتعامل مع التطورات في اليمن بمنطق الدولة والمسؤولية، بعيدًا عن المزايدات السياسية أو الاستعراض الإعلامي، مستندةً إلى حسابات دقيقة وثقل سياسي وتاريخي ممتد في التعاطي مع الشأن اليمني.
وأوضحت مصادر سياسية أن المملكة، في خضم حالة الفوضى وتعدد الأصوات وتضارب المواقف، تطرح خطابًا هادئًا لكنه حاسم، يعكس قرارات دولة تدرك كلفة كل خطوة، وتتحمل مسؤولية ما تقوله وما تفعله، بعيدًا عن الانفعالات أو ردود الفعل العابرة.
وبيّنت أن الرياض لم تتعامل يومًا مع اليمن كملف طارئ أو ورقة ضغط، بل كقضية أمن قومي ومسؤولية أخلاقية وواجب تاريخي تجاه شعب جار تجمعه بها الجغرافيا والمصير، وهو ما جعل حضورها ثابتًا في مختلف المراحل، ودورها محوريًا في دعم مؤسسات الدولة والحفاظ على الاستقرار.
وأشارت إلى أن التفاف اليمنيين حول المملكة لم يكن نتاج دعاية سياسية، بل نتيجة تجربة طويلة لمسوا خلالها من وقف إلى جانبهم حين تخلّى آخرون، ومن دعم الدولة في مواجهة المليشيات، وقدّم منطق الاستقرار والحل السياسي على الفوضى والتصعيد.
ولفتت المصادر إلى أن خطاب المملكة ينطلق من منطق الدولة لا من حسابات الأطراف، مؤكدًا أن اليمن لا يمكن أن يُدار بالسلاح أو الفوضى، وأن حماية المدنيين، ووحدة الأرض، وسيادة القرار الوطني، تمثل ثوابت لا تقبل المساومة.