آخر تحديث :الثلاثاء-09 سبتمبر 2025-11:46ص

ماذا يجري في عدن ؟!

الجمعة - 18 يوليو 2014 - الساعة 06:21 م
عبدالناصر صالح ثابت

بقلم: عبدالناصر صالح ثابت
- ارشيف الكاتب


نكبة ما بعدها نكبة ، عدن في دوامة الماسي وأحداث غريبة ومخيفة  تجري فيها  ، لم تعرفها المدينة  قط  حتى في أسواء حالاتها ، أحداث تتناقلها وسائل  الأعلام وكأننا نعايش أفلام مرعبة لم تنتهي بعد ، معاناة الكهرباء التي فاقت التوقعات ، وقتل واغتصاب طفلة وقاتل يموت فجاءة ، وشابان يقتلان برصاص ملثم على قارعة الطريق . يا للهول ماذا يجري في مدينة السلام  والمدنية "عدن " ، أليس هذا كافي لتحريك الضمير والغضب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا هذه المدينة المنكوبة .

الوضع في عدن ينم عن كارثة محدقة ستحل بهذه المدينة ولا نعلم ماذا يخبى  القدر لهذه المدينة المنكوبة ، فلا أمن ولا سلام ولا نظافة ولا خدمات ولا سياحة ولا رياضة ولا جو يساعد على تحمل المشاق ، ولا حتى مظاهر للحياة فلم نعد نرى الشرطة والمرور ولا حتى ناس تتهيأ للعمل أو التعليم ولا مؤسسات قائمة ، حتى البحر تجمدت أمواجه ولم نعد نسمع حتى  " سرى الليل وانا نائم على البحر ماشي فايدة في منام الليل " ، لأن حياة المدينة قد تجمدت في النهار ناهيك عن الليل !!!

صحيح فقدت عدن كل عناصر المدنية من خدمات ورياضة وثقافة  والخ ، لكن المخيف في أحداث الآونة الأخيرة ان الدمار قد وصل الى ما تبقى من أشكال الحياة  البسيطة ، حتى ان المقارنة بالقرية باتت غير متكافئة لأن عدن اليوم ليست مدينة الماضي ولا قرية الأمس التي دمرت باليات وأفكار 7 يوليو المشئوم !

نعم نكبة عدن هي من نكبة الجنوب ولكن الأحداث الأخيرة  في المدينة أفرزت معاناة مختلفة في الشكل والمضمون ، معاناة تشرد وهلع وخوف ، يجب على ساكني المدينة فرض الحياة ورفض الموت والرعب ، لان العالم لم يعد بوسعة استيعاب مشردون جدد !!!

أين المجالس المحلية  ومنظمات المجتمع المدني في المحافظة ؟ مما يحصل ، ماذا تنتظر بعد كل هذا ، يجب التحرك سريعا ، إذا كان ساكني المدينة يريدوا استمرار الحياة فيها ، الوضع في تدهور مستمر وحريق الانهيار دمر السكينة ووصل الى مقدسات الحياة ، فماذا تتنظروا بعد ؟!

الحشد الإعلامي في وجه المحافظ المتخاذل لا يكفي ، يجب العمل على تصعيد الوضع الى أعلى هرم في السلطة من خلال الضغط بكافة الوسائل لإيصال هموم ومعاناة المدينة المنكوبة بأسرع وقت ممكن .