آخر تحديث :Sat-01 Nov 2025-11:25PM

الخطر الجنوبي الجديد

السبت - 25 أكتوبر 2014 - الساعة 10:28 ص
حمود ابو طالب

بقلم: حمود ابو طالب
- ارشيف الكاتب


في منتصف الأسبوع الماضي، نشرت إحدى الصحف الإلكترونية خبرا مفاجئا ومزعجا مفاده أن الحوثيين استولوا على منفذ «الطوال» اليمني الحدودي مع المملكة، ولأني أعرف جيدا أن منفذ الطوال هو آخر مركز حدودي جنوبي للمملكة مع اليمن، فقد قمت بالتقصي عن صحة الخبر وتأكدت أن منفذ الطوال في استقرار وأمن كامل ولا توجد حوله أي دواعي للقلق، ولذا قمت بالتعليق على الخبر في موقع تويتر حيث نشر مطالبا الصحيفة بتصحيحه فورا لما سببه من لغط وبلبلة، ولكن قام بعض الإخوة من منطقة جازان بإفادتي بأن المنفذ اليمني المقابل في «حرض» تغير اسمه إلى الطوال، مرفقين المعلومة بصورة للوحة المعلقة عليه التي تحمل مسمى منفذ الطوال، ولست أدري كيف تم ذلك وكيف تم السكوت على هذه المغالطة التي قد تسبب إشكالات في المستقبل؛ لأن مسمى الطوال يخص منفذنا منذ قديم الزمن، ونأمل أن يصحح هذا الوضع.عموما، ليس هذا موضوعنا الرئيسي اليوم، فالحوثيون أصبحوا جيراننا فعلا بعد استيلائهم على كامل محافظة حجة المتاخمة للحدود السعودية، وأول بشائر استيلائهم عليها ما نشرته صحيفة الشرق الأوسط يوم الخميس الماضي عن قيام الحوثيين بإنشاء حلقات تثقيفية فكرية كغطاء لمراكز ثقافية إيرانية تهدف لاستمالة الشباب وبث التشيع وفكر تصدير الثورة وأيديولوجيتها. هذا الخبر في غاية الأهمية إذا كان صحيحا؛ لأنه يوضح أن الجانب الفكري يمثل إحدى أولويات الاستراتيجية الإيرانية في الساحة اليمنية وغيرها. والمعروف أن محافظة حجة تمثل واحدة من أكبر الكثافات السكانية في اليمن وتتسلل منها أعداد كبيرة إلى داخل المملكة تحاول أجهزتنا الأمنية مواجهتها بكل الوسائل، وبما أن الحوثيين بالتضامن مع إيران قد جندوا أكثر من ثلاثة آلاف عنصر في تلك المحافظة ــ بحسب خبر الشرق الأوسط، فليس مستبعدا استهداف شبابنا في الحدود كشكل من أشكال القوة الناعمة في تصدير الأفكار. وإضافة إلى ذلك فإنه رغم الوضع الأمني الخطير في اليمن ما زالت أعداد كبيرة من السعوديين ومن فئة الشباب على وجه الخصوص تتردد على اليمن بشكل شبه يومي، ومن بينهم من ليس لديه وعي جيد بآليات الاستقطاب والحرب الفكرية، ما يمكن أن يشكل ثغرة للاختراق، كما أن بعضهم قد يمكن استغلال ظروفه الشخصية أيا كانت لاستمالته وتوظيفه لهذا الغرض.إن هذه القضية يجب أن تدق ناقوس الانتباه؛ لأنها بداية غير مشجعة للوضع الجديد الذي يجب التعامل معه بمنتهى الحذر والحيطة.