فؤاد مرشدأخيرا عاد المنتخب اليمني من الرياض بنقطتين ، و( غصّة متلازمة يمنية) ، عاد بسيل جارف من الإعجاب وكم هائل من الود ، وأمل كاد يقترب .. ، وحّدوا اليمنيون في المدرجات وبادلوهم الوفاء ، وخلال دقائق أمتعونا ، وان شحّ الفرح كالعادة أو انعدم ،عموما قدموا ما عليهم وأكثر ، لا إثم عليهم ولا ذّرى .في خليجي 20 (عدن ) صرخ المعلق الإماراتي وهو يشاهد اليمنيين تكتظ بهم مدرجات الملعب ( ألا يحق لهذا الشعب الوفي الصابر أن يفرح ولو لمرّة واحدة ؟ ) كانت المباراة قد أوشكت على الانتهاء ، بح الصوت وخفتت الأهازيج .للفرح اشتياق دائم لدى اليمنيين لم نعد نشاهده منذ زمن ! كاّن الفرح قد غادره أو جفّت ينابيعه .إلى متى ؟ تكاد الإجابة تحترق قبل أن تغادر الحناجر .ما من شعب ابتلى بحكامه أكثر من اليمنيين ومنذ عقود من الزمن لذا من أين سيأتيه الفرح ومن أي ثقب ستتسلل منه السعادة .في خليجي 22 كانت مدرجات ملعب الرياض تكتظ باليمنيين وهي تصرخ ملئ الحناجر لليمن بينما حكامه يتقاتلون ويتقاسمون على ما تبقى من دولة على شفى هاوية ، كانت القلوب تخفق هناك من اجل اليمن ،وكانت الدماء تسفك هنا على موائد الشتات والتيه .وشتان بين الحالتين ، و للمرة الألف اليمنيون يفوقون حكامهم ولاء وقيمة .ابهروا المنظمون والمعلقون ،حيث رفع احدهم عقاله احتراما لهم واعترافا بولائهم وانتمائهم ،وعلق آخر بأنني أتابعهم في المدرجات أكثر مما أتابع المباراة .اليمنيون أهل حكمة ورحمة الرسول الكريم يحدّث ، والتاريخ يؤكد ، واليمنيون يثبتون وينجزون .انهم أول من رفع راية الإسلام واتجهوا بها نحو الأفاق ، مهاجرين منذ القدم ، شيدوا المدن وأسهموا في بناء اقتصاديات دول كثيرة ، وحيثما تواجدوا حملوا الوطن في الأفئدة ونحتوا اسمه في المقل .لن نجد ابلغ من تلك العبارة التي علقت على أبواب متاجرهم المغلقة أثناء مباريات خليجي22 في الرياض ( مغلق من اجل اليمن ) .