أصيب جار جاري بوعكة صحية ، فسافر لإجراء فحوص طبية ، وبعد التحليل والأشعة المقطعية ، في بافاريا الألمانية ، تقدم الطبيب (ميولر) بأنباء كارثية:
- علينا البدء بإجراءات الدفن.!
- دفن من ؟
- في عينيك يا سيدي انطفاء مومياء ، وفي أذنيك ضجيج لا يليق بالأحياء ، وفي رأسك ما يشبه دراجة نارية ، وفي القلب ثقب ، وعلى القصبة الهوائية بضع خبطات حديدية.. وعلاوة على أن المرارة مفقوعة ، ونصف الأضلاع مخلوعة ، فإن الطحال ، ويا لغرابة الحال ، يزن أربعة أفيال وثلاثة أنذال ! من أين أنت يا سيدي؟
- أنا من بلادي ، لا رحم الله صالح وهادي.. العزاء في قاعة (ليالي الأنس) !
رحم الله جار جاري ، فماذا عن جاري؟
يا له من أحمق.! ألم يكفه السرطان السياسي ، ليسقط في حفرة المجاري !
لم يمتلك المسكين جيباً كافياً لـ (ميولر) ، فمثله يموت مرات في عيادة الثورة ، ومرة أخيرة في جمهورية المقابر.. مواطن شريف ، مكتوب على جواز سفره: هذا لا يسافر..
وكان العزاء في قاعة (ليالي الأنس) !
رحم الله جاري جاري ، وجاري ، فماذا عني ؟
لا أدري لله دري..
لكن.. حسب هادي
وبعض مؤشراتي
وتنفيذا لمخرجات الحوار
وأعراض ضرورات الانتظار..
حتماً في (ليالي الأنس) ، قريباً سنلتقي!
رحمني الله ، أنا وجار جاري وجاري !