آخر تحديث :السبت-14 يونيو 2025-02:14ص

مشروع جنة !

الإثنين - 08 ديسمبر 2014 - الساعة 09:08 م
د. أشرف الكبسي

بقلم: د. أشرف الكبسي
- ارشيف الكاتب


ذات مرة قابلته ، وكأني عرفت كنيته.. لحيته مضيئة كابتسامته ، وسجدة جبينه تقدمت سجادته ، في عينيه مسحة عبرة ، وبين يديه كتاب ومسبحة وغنة ، وكل أدوات أدعية الجنة.. ولأني لست كذلك ، تملكتني بعض حسرة..

- أتريد الجنة ؟

- ومن لا يريدها يا سيدي؟

 - إتق الله واطعني.. آمن كما أؤمن ، وصل كما أصلي ، نكن أنا وأنت في الجنة كهاتين ، وأشار إلى إصبعيه ، حيث مذهب عقيقه وغموض خاتميه.!

 لملمت دهشتي وخيبة ظني وبعض ذنبي ورحلت.. وكانت بركاته تلاحقني: عليك لعنتي يا أخي ، هل كفرت ؟

 وبعد فترة..

 محض صدفة ، رأيت صاحب اللحية المضيئة ، وقد أمسى دونما لحية ، وبلا سجدة ومسبحة وغنة ، ولأني كذلك ، تملكتني حيرة ، وبعض حسرة..

لم أعلم حينها أن شيخي الداعية ، أضحى وزيرا في الحكومة المتداعية ! 

 مرت سنة أو اثنتين..

أشهر ونصف ثورتين..

فعادت لي دهشتي ولصاحبي لحيته ، وسجدة جبينه وعقيق مسبحته وكل غنته ، وقبل أن تتملكني كعادتي بعض حسرة ، رمقني بخبث ، وأرسل نحوي مفخخاً يجرني جراً إلى الجنة..

 أنفجر حزام المريد الناسف ، بلا مقدمات ، كمعذرة أو أنا آسف ، وامتلكني يقين حائر ،  ورحلت بصمت.. وهذه المرة ، دونما حسرة !