آخر تحديث :السبت-24 مايو 2025-07:31م

الشهيد زين اليزيدي رجل بحجم وطن

الأحد - 11 يناير 2015 - الساعة 11:31 م
عبداللاه الضباعي

بقلم: عبداللاه الضباعي
- ارشيف الكاتب


يقول الخالق سبحانه وتعالى : } مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا{.صدق الله العظيم.

في حياة الخلود ترفرف أرواح الرجال الذين لا يستطيع الموت أن ينتزعهم من قلوبنا أو يسدل ستارة على أعمالهم الجليلة التي تضيء الحياة للآخرين وتمنحهم سمو الإنسانية بمعناها وتتوجها بمغزاها... هؤلاء الرجال تظل سيرتهم العطرة تفوح بين ثنايا القلوب لتعمرها وتغمرها بالحب.

والأخ العزيز الشهيد الدكتور زين محسن اليزيدي- طيب الله ثراه - لا نزكيه على الله، ولكن نحسبه بإذن الله تعالى من الذين قال فيهم المولى عز وجل «أحياء عند ربهم يرزقون»، فهو بمقاييس الشهادة يحمل أنواطها وبمقاييس الرجال عنوانها وبمقاييس الزمن هو البقاء الذي لا يعرف الفناء بما قدمه من عطاء وسخاء لم يتوقف ولم يتوان عبر مسيرته النضالية، وسيظل الشهيد الدكتور زين باقياً في قلب كل جنوبي... وسيظل باقياً في قلوب كل وطني حر.

كان مثال للتواضع والبساطة، يتمتع بأخلاق سامية يستقبلك بابتسامة عريضة لا تكاد تفارق محياه . كان متفاءل بغد أفضل وأجمل ولديه أمل كبير للوصول إلى الهدف المنشود ويدعو دوما إلى وحدة الصف الجنوبي فهي تعد الحصن الحصين والسد المنيع.

لقد جمع الشهيد زين بين الخصال والصفات الحميدة والمواقف الشجاعة، و كان رجلاً كريما وقائدا حكيما مبادرا وعقلا كبيرا يمتلك إرادة صلبة وعزما لا يلين، وكان رحمه الله يتسم بالتسامح والمودة في التعامل مع الجميع. ولا عجب أن شخصيته أكسبته محبة ابناء وطنه الجنوب ومودتهم، ويأتي في مقدمة هذه الصفات الهدوء والوقار والتواضع الجم والتسامح، والقناعة والصبر والعمل الدؤوب المتواصل من أجل المصلحة العامة للجنوب ولأهله... حيث كانت الجنوب في قلبه على الدوام فبادلته حباً بحب، حتى صار رجلاً بحجم وطن.

ومهما قلت فإنه يعجز اللسان ويجف القلم عن ذكر مناقب وأعمال هذه الهامة الجنوبية الوطنية رحمه الله. فخلال فترة من الزمن بذل الشهيد زين وفير الجهد والعطاء ولم يبخل بجهد أو صحة في سبيل أن يؤدي ما عليه من واجب تجاه الجنوب وشعبه من أجل حريته واستقلاله، وستظل الجنوب وشعبها يتذكرون بكل عرفان وتقدير ذلك الدور البطولي والتاريخي الذي قام به في مقاومة الاحتلال الغاشم والصلابة والصمود والبلاء الحسن ضد القوات الغازية، فقد كان يحمل روحه على كفه ليقدمها فداء للوطن ولثرى الجنوب الغالي، ومن عايشه (يرحمه الله) في أصعب اللحظات وعاش معه أدق التفاصيل التي كانت تنم عن معادن الرجال التي تظهر في أوقات الشدة، لعرف انه رمز للوفاء بكل المعاني... وهكذا هم الأبطال يصنعون التاريخ، وهم أحياء فيظل التاريخ يذكرهم بعد وفاتهم.

سيظل التاريخ يذكر رجلاً بحجم الشهيد الدكتور زين  (طيب الله ثراه) وستظل الجنوب تفخر أنها أنجبت هذا الرجل الزين فهو اسم على مسمى (طيب الله ثراه) وستظل محبته في قلوب الجميع.