آخر تحديث :الثلاثاء-06 مايو 2025-02:29ص

من يؤخر الحسم في عدن؟؟

السبت - 06 يونيو 2015 - الساعة 06:48 م
شكيب الحبيشي

بقلم: شكيب الحبيشي
- ارشيف الكاتب


لم يعد مبرراً تأخر الحسم العسكري لصالح الشرعيه والقوى المؤيده لها في مواجهة جماعة الإنقلابيين، مليشيا الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح. كما لم يعد مقبولا أن تنحصر المقاومة الشعبية المستمرة لهذا الإنقلاب على مناطق بعينها وتحديداً الجنوبية وفي مقدمتها "عدن".
بالنظر الى موازين القوة فإن الجانب المناهض للإنقلاب يتمتع بميزة تفوق نسبية لايمكن إغفالها. فالإنقلابيون من حيث مشروعهم ليس لهم قبولاً سواء مايتصل منه بالجانب الروحي أو السياسي مما يجعلهم شعبياً الأقل إنتشاراً وتاييداً. وعسكرياً (كما يفترض) يحظى مؤيدو الشرعية ومناهضو الإنقلاب بدعم إقليمي كبير معلن وإسناد جوي مباشر قوي ومستمر من التحالف العربي، في حين يخضع الإنقلابيون لحصار محكم بحراً وجواً وبراً.
في الجنوب وعدن على وجه الخصوص، والذي كانت الصخره التي تحطمت عليها غطرسة تحالف الحوثي والمخلوع، وأوقفت زحفهم العدواني ومثلت بداية المشروع المقاوم، وحيث الكارثة الإنسانية اليوم والتي تتفاقم بصوره مريعه، تبرز تساؤلات كثيرة ومحيرة وأبرزها؛ مالذي يؤخر الحسم؟
أبناء عدن جميعهم مقاومون، وباختلاف توجهاتهم التحقوا بالمقاومه وفي كافة الجبهات، ودفعوا ولازالوا في سبيل التصدي لمليشيات الحوثي والمخلوع ومن أجل الدفاع عن مدينتهم الغالية على قلوبهم قوافل من الشهداء والجرحى، وأظهروا بسالة شديدة واستعداد تام لبذل المزيد، ولم تثنهم آلة البطش والتدمير الممنهج، ولسان حالهم يقول (اما حياة بعز ولا موت من بعد الشرف)، فأين تكمن المشكله؟؟ والمتابع للأحداث يسمع عن حرص الأشقاء في التحالف على الحسم السريع، ومن اجله يقدمون دعماً وافراً للمقاومة على الأرض!! لماذا إذن نسمع تذمراً من شباب المقاومة حول هذا الأمر؟؟
من يقف وراء تشتت مكونات المقاومة وتبعثر الدعم وعدم إنتظامه، وغياب التنسيق على الأرض مع مركز عمليات التحالف؟ التي وفر مشكوراً غطاءاً جوياً كافياً وبكفاءة قتالية عاليه. ومن الذي يؤخر بل يمنع الحسم؟؟
يا سادة.. وبإختصار.. حقيقة الأمر أن بعض أطراف المركز المقدس باليمن، ومنهم جنرالات الحرب وتجارها الملتحفين عباءة دعم الشرعيه اليوم، لم يستطيعوا أن يتقبلوا هزيمة ميلشيا المركز (الجيش) على يد حملة المشروع المدني في "عدن" ومجاوراتها جنوباً، أنهم يرون في ذلك هزيمة لمشروعهم السلطوي العتيق الذي كان ينتج لهم دوما الثروة والتي كانت دوماً سببا في إفساد العباد وإنهاك البلاد وإمتلاك النفوذ والقوة. هولاء يلتقون بالتأكيد مع خصوم الشرعية في حربهم الدائرة الآن وعدوانهم على "عدن". هولاء من يحومون اليوم لدى مراكز قرار التحالف العربي للتشويش عليهم و يبثون سموم مغالطاتهم هناك. يزعمون أن النصر والحسم في "عدن" هو بمثابة إعلان إنفصال للجنوب، وأن ذلك سيمثل إستعداء للشمال على جيرانه الأشقاء.. قبل الجنوب. إنهم يقدمون حق الجنوبيين المشروع في "تقرير مصيرهم" كراية حرب في مواجهة الأشقاء قادة التحالف العربي وتصويره كمصدر إقلاق لأمنهم وسلامتهم.
هولاء لم يستسيغوا نجاح الجنوبيين في "مؤتمر الرياض" بتعزيز ذلك الحق، بل التأكيد وكما ورد ضمناً في "إعلان الرياض" أنه لامجال اليوم للحديث عن "هيكله للجيش" الذي لاوجود له أصلاً، وأن ماهو قائم عباره عن مليشيات منظمه تخدم مركز الحكم في صنعاء وسدنته، وأن المطلوب بناءا "جيش جديد" مناصفة بين الجنوب والشمال، وهو امر لم يرق للجنرلات وأحزابهم السياسيه والتي أسمعتنا كثيراً جعجعة بمعاداتها للإنقلابيين في منصات الكلام ولم نرى طحين مقاومتها على أرض الواقع!!
هولاء ياساده يريدون أن يكون الجنوب و "عدن" تحديداً محرقة للإنقلابيين، في حرب استنزاف طويلة، حيث لا هزيمة ولا نصر، وليس مهماً عندهم الثمن الذي تدفعه "عدن" قتلاً وتدميراً. يريدون أن تتولى "عدن" وهم يعلمون جيداً بسالة أبناءها في المقاومه، مهمة الدفاع عنهم في مواجهة الإنقلابيين وإضعاف قوتهم وصولاً الى إسقاطهم في صنعاء بأقل كلفه عليهم.
إنهم هولاء.. هم من يؤخرون الحسم في "عدن".