جهز لحفلة أخته الصغيرة التي حصلت على المركز الأول في دراستها وأصر على إقامتها وتحمل جميع تكاليفها .. قامت أخته الصغيرة وهي في قمة فرحتها تدعو صديقاتها وجيرانها لحضور هذه الحفلة التي يُحضر لها أخيها احتفالا بها..
يوم الخميس / العاشر من مارس الذي يصادف اليوم كان موعدهم للاحتفال ، لكن..
بينما كان هذا الشاب الصغير ( معتز) في سوق القات ليلة البارحة هادئاً ، مطمئناً يبادل زملائه أطراف الحديث.. يأتي أعداء الإنسانية ليصوبوا نيران أسلحتهم عليه هو وزملائه ويقتلونهم في الحال..
لم يكن ذنب (معتز) سوى إنه كان بذلك المكان المستهدف من قبل هؤلاء المجرمين الذين أمطروه بنيرانهم قبل أن يعودوا لأوكارهم المظلمة!
رحل (معتز( ذو الـ22 ربيعاً ، وبقيت أخته الصغيرة تنتظر أن يعود ليشاركها فرحتها التي انتظرتها بالحفلة التي أعدها لها ، لكنها هذا اليوم أصبحت حزينة تبكي فراقه وتتحسر على القلب المحب الذي خسرته بقية حياتها..
رحل (معتز) وترك في قلب أمه جرحاً غائراً ، تركها ضعيفة ، لاتقوى على الوقوف ، تركها حزينة ، خائرة القوى لاتملك سوى دموعها لتعبر عما بداخلها من حزنٍ وأسى .
رحل (معتز) تاركاً في قلوب كل من عرفه صدمة كبيرة وألم أكبر لفراقه السريع والمفاجئ..
(معتز) أيها الشاب الصغير ، يا من أبت الجماعات المسلحة الإرهابية إلا أن تقتطف روحك قبل أن تتفتح على الحياة وتنال نصيبها من السعادة والعيش الكريم.. أكثر من عشرون عاماً قضيته معنا لتكون كافية لزرع مكانة محبوبة لك في قلوبنا ، مكانة مزينة بروحك المرحة وضحكاتك العامرة و مزاحك الخفيف ومقالبك الطائشة..
(معتز) ، لا أدري كيف ستودعك حارتنا التي فرحت بقدومك إليها ورحبت بك يوم مولدك ، لكني أؤمن أن الله اصطفاك واختارك لتكون عنده ولترتاح من قساوة هذه الدنيا الظالمة التي أصبحت لاترحم صغيراً ولا كبيراً ..
فتىً شاباً بريئاً لم ترتكب أي إجرام ، هنيئاً لك استشهادك وارتقاءك لجوار ربك وإنا لله وإنا إليه راجعون ،،