مايحدث اليوم في عدن يخرج عن دائرة الفهم!!
فبعد يومين تحل علينا الذكرى الأولى لتحريرها من الغزو القادم من أقاصي الشمال والذي دفعت في سبيله غاليتنا عدن تكلفه باهظة من دماء أبناءها ودمار بنيتها، لتستقر في العبث الباعث من مجاهل الجنوب والذي يكبدها اليوم تكاليف أكبر من أرواح أبناءها و معاناتهم المتزايدة.
خرجت عدن من كارثة الغزو ترفع راية نصر حلمت به خلاصاً من مصاب اليم حل بها فأوجعها وأثقل كاهلها على نحو لم تتصور حدوثه.. قتل بلا حدود طال أبرياءها ودون تمييز.. قصفاً وقنصاً.. أحياء كاملة هجر أهلها، وأبنية دمرت على ساكنيها وآخرين انقطعت بهم السبل في تشريد داخلي اغتربوا فيه ولم يفيقوا منه، وشتات خارجي رحلوا إليه ملاذاً شاقاً ولم يعودوا منه.
في مثل هذا اليوم السابع والعشرين من رمضان الفائت، خرجت عدن منتصرة وتنتشي فرحاً من غزو تعددت هويته في ذهنيتنا وأبناءها يقاتلون ويستبسلون في التصدي له، لتكون عدن في ذكراه اليوم، منهكة ومشوشة في معترك ضبابي المقاصد ومخيف المآلات ومجهول الملامح والنسب!!
ما الذي يحدث اليوم في عدن؟ إستعصى الفهم!!!
هل حقيقة انتصرت عدن؟؟ فإذا كان الأمر كذلك، فما الذي يحدث إذاً؟؟
نصر بطابور طويل من الأوصياء وأدعياء الأبوة، وواقع مؤلم على الأرض يصعب وصفه ولايليق بمنتصرين.. في ظل مشهد قاتم مستنفر تتنازعه مشاريع عديدة ومتصارعة وبامتدادات خارجية سخية وينذر بما هو أسوأ.
أبناء عدن.. عقلاءها وشبابها بالداخل والخارج.. أنتم دون غيركم تملكون الإجابة، وبالتأكيد تملكون الحل.