آخر تحديث :الأربعاء-03 سبتمبر 2025-06:35م

إعلانُ "الميتِ" ميت

الجمعة - 31 مارس 2017 - الساعة 03:48 م
رفيقة الكهالي

بقلم: رفيقة الكهالي
- ارشيف الكاتب


ٌ
رفيقة الكهالي

في أخفض نقطة على سطح الكرة الأرضية ، عقدت قمة العرب ، وعلى ضفاف البحر الميت المطل على الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة من قبل الكيان الصهيوني تجمعت الدول العربية ،

للمكان دلالات وإيحاءات إنعكست على نتائج التجميع للجثث والموميات والأليات المتحركة عن بعد ،،

ولم يكن إختيار المكان إعتباطياً أبداً .. لم لا والإنخفاض المريع هو العنوان الأبرز للقمة العربية الثامنة والعشرين ،، 
إنخفاض منسوبية البحر الميت تناسبت طردياً مع إنخفاض منسوب العزة والكرامة والولاء لله وللأوطان وللقومية العربية والإسلامية وللأرض والهوية ،،

جُمع العربان من أجل المصالحة التاريخية مع إسرائيل ليس الإ ، وإستطاع ناعق الغربان محمود عباس والمنخفضان السيسي والإمارات إيصال الوضع العربي لزريبة ال"نتن" ياهو،

وكأنه القدر المشؤوم الذي قلنا قد يتغير بعد التصعيد الإيراني ،  والإسرائيلي،   فأبى الإ البقاء كابوساً فظيعاً جاثماً فوق رؤوس وصدور  هذه الأمة المبتلية بقادتها  ،

خاب ظن الشعوب التي خرجت تبحث عن الإنعتاق والحرية والإستقلال والسيادة  فتجمعت الألسن الأعجمية والعاجزة عن النطق الصحيح  لتركيعها مجدداً وصرفها عن قضيتها الأساسية وعدوها الأول ..  ..

كلمة أمير الكويت المكررة والمملة عن الربيع العربي ومهاجمته له مثال على الغثاء القيادي  ،، 
  
والإستثناء الوحيد كانت المغرب وقطر ،،

فالدولة الوحيدة التي لم تحضر ولم تمثل بأي تمثيل دبلوماسي هي دولة المغرب ، والسبب ذكره بيان للملك المغربي العام الماضى، وفيه رفض إسنقبال القمة العربية،أو المشاركة فيها ، وهذا الرفض ليس من الآن بل أمتد الى العام 2005م ...

فإحترام هذا الرجل لنفسه ولشعبه ولأمته ،  كان كبيراً ، 
وكم كانت صراحته قاسية ومؤلمة ودقيقة ، وهو يؤكد إستحالة مشاركته في ظل غياب القرارات الهامة التي يمكن عرضها على الشعوب ،فقد وجد القمم مناسبة لإلقاء الخطب التي تعطى الإنطباع الخاطئ بالوحدة والتضامن بين الدول العربية ، بينما الواقع  العصيب من الإنقسامات والإختلالات هو السائد وهو لسان الحال والمقال  ...

رفض ملك المغرب التدليس على الشعوب العربية وتزييف الحقائق ومنها شعبه . . 

وكنا نحن قد ظننا خيراً فخاب ظننا ، وطالعنا الإعلان الميت الذي يحتوى على ١٥ مادة كلها كلام مكرر إنشائي تعيس 

وبعض مواده تعاني من الخجل الشديد ، الموصوم بالعار فعوضاً عن التنديد والادانة الصريحة للحرب التي تغذيها ايران وتقودها الميلبشيات التابعة لها،  بالوكالة في بلادنا وعدة بلدان كالعراق وسوريا  .... 
تكررت الإنخفاضات النعبيرية المخزية ، فالقادة يستجدون والقادة يطالبون والقادة مسالمون ، والقادة خاضعون كالنعاج ....  

الأمير القطري وحده كان مغايراً ، وهو الوحيد الذي تمتع بحس عال من المسؤولية والإدراك وضحه بإعتراضه على إستخدام كلمة الإرهاب كسيف مسلط على الشعوب، بدون توضيح ، ورفض إطلاق الكلمة على عواهنها بدون ضوابط، كما رفض وصم التيارات السياسية بالإرهاب وهي ليست كذلك ، وأعتبر ما تقوم به الميليشيات من بعض المذاهب الأخرى بحق المدنيين الأبرياء إرهاب حقيقي يستوجب الوقوف عنده  ، 
   
كلمات القمة في معظمها طالبت بالحلول السياسية لكل الصراعات في بلادنا وبقية المناطق المشتعلة، كما أنها كلها إعترفت بشرعية هادى وطالبت بالحل السياسي وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطتي وقرارات الشرعية الدولية  ، لكن كيف لا نعرف حتى الآن ... 
أما الخيبة الكبيرة ، فكانت موضوع القضية الفلسطينية حيث طالبت القيادات العربية في إعلانها الختامي بتطبيق قرارات مجلس الامن منذ ١٩٦٨ .. .اي ما يقارب الخمسين سنة ومنذ ذلك التاريخ وهي عاجزة عن تقديم شيئا للقضية الفلسطينية ، أو إقناع من يصدر القرارات بتطبيق قراراته ، ثم ختمت الخيبة بطلب المصالحة  التاريخية مع إسرائيل اي الإعتراف والتطبيع الكامل بشرط القبول بحل الدولتين و الإنسحاب الإسرائيلي من الإراضى التي إحتلتها في ١٩٦٧ ،،، 
وكأن حل الدولتين هو فكرة العرب مع أن المعروف أن حل الدولتين هو الحل الذي تطالب به إسرائيل وتضغط في سبيل إنجازه على الأرض ، ويبدو أنها نجحت في توظيف الإنخفاضات الحاصلة عندنا  لصالحها ، ولا عزاء لأهل القبور  ...