في ظل هذا الوضع المعقد أصبح الجنوب الأرض والإنسان كما لو أنه جمل يصارع الحياة ويتصارع عليه أربعة في معركة تبدو انها شرسة وكل طرف يسعى أن يكون الجنوب من نصيبه ويحكم سيطرته عليه .
أربع دول خليجية دخلت معركة الصراع على (الجنوب ) الجمل المنهك الذي انهكه الوضع ليدفع الجمل فاتورة الصراع والمعركة الإقليمية على الملعب الجنوبي ويصبح ابناؤه المسالمين البسطاء ضحية صراع خليجي ، وطن محروم من الخدمات والخوف يسكن ثانيا قلوب ابناءه من الحوادث الأمنية المتكررة .
أربع دول الأولى تزعزع الأمن وتناصر حلفائها في اليمن لإظهار أن القيادة الأمنية في الجنوب عاجزة وتسعى الى مساعدة الحليف للسيطرة عن الجنوب ليتولى حكم عدن والجنوب والثانية تتمسك بالشريك المحلي لتحقيق أهدافها فقط والسيطرة على الجنوب لكنها ليست مع أهداف الجنوبيين ولا مع مشروعهم التحرري والثالثة تحتضن قيادات تحرض على الجنوب ولا تنظر إلى معاناة عدن والجنوب أكثر ولا يهمها ذلك وهدفها تحقيق مبتغاها من عدن وحينما يتم تشكيل الخطر عليها تضرب بقوة حتى وإن كان على حساب الجنوبيون في حين تبقى الرابعة تنظر إلى المواجهة من بعيد وتدخل إلى أجوائها على استحياء من الناحية الشرقية وتسعى إلى السيطرة على جزء بسيط من الجنوب فقط ولا يوجد لديها طموح أكثر بالتمدد.
إذن أربعة شلوا جمل - والجمل هو الجنوب ليتنازعون عليه من أجل مصالحهم ليس إلا.. غير مبالين بوضعه الصعب في حين يبقى الجمل حائرا منهكا ممزقا مشتتا لاحول له ولاقوة واقفا ومستسلما للنزاع على الموجود على جسده النحيل والمثقل بالآلام والجرح المستمر الذي يظل ينزف ولم يندمل بعد .
