حتى ونحن في اللحظات الأخيرة لاستضافة بطولة خليجي 20 ما زال هناك من يتعامل مع الحدث الكبير بحسابات ضيقة.. ومن يرى أن الأهم م ن تأكيد الجاهزية وإقامة البطولة والانتصار للوطن.. هو البحث عما يُصدّر القلق إلى أشقائنا في دول الخليج إما بتضخيم حادثة أمنية.. أو بالمسارعة في التقاط شائعة من على أي لسان وحبكها بطريقة أكثر تأثير وتوزيعها يميناً وشمالاً.. داخلياً وخارجياً.. وكأن المطلوب إفشال الاستضافة بأي طريقة كانت! * تخيلوا.. أن إعلامياً كويتياً هو الأستاذ جابر نصار والذي يعد من أبرز الإعلاميين الرياضيين ومن أكثرهم إبداعاً وتأثيراً يساند استضافتنا للبطولة.. ويؤكد أن من حق اليمن أن تنظم.. بل ويذهب باتجاه الجزم بأن اليمن مستعدة وقادرة على النجاح وأنه سيكون أول الحاضرين في خليجي 20.. وفي اتجاه آخر (معاكس) تماماً هناك من هو بين ظهرانينا ويسرب معلومات مغلوطة.. ويستقصد الإثارة الكاذبة مستنداً إلى حالة (تفاخر) مع نفسه مستنداً على (وهم) أنه يمارس المهنية بأدق تفاصيلها! * فجأة.. يقفز من يبحث عن أي خبر ليضمن المقابل المالي من (إنتاج فكري بالدولار) ليؤكد أن لا جاهزية فندقية وأن لجنة الإيواء قامت باستئجار سفينة عائمة.. ومرة أخرى تقفز فكرة بعد (تخزينة) أو بعد جلسة (حشوش) ليأتينا الخبر من الخارج بأن البطولة نقلت إلى قطر وأن الكأس الخليجية التي سلمت لليمن في حفل القرعة غادرت مع مندوب للاتحاد القطري إلى الدوحة.. ولم يكن للأمانة الصحفية حضور حيث من المهم أن يذكر من كتب الخبر أن الكأس ذهبت إلى قطر (كإعارة) لتكون ضمن محتويات متحف قطر الرياضي بمناسبة زيارة وفد الفيفا الذي سيطلع على ملف استضافة قطر لمونديال 2022م! * ليس هذا فقط.. هناك من به مرض صعب.. مستعصٍ.. يكذب حين يستقصد اللعب بالحقائق والترويج بأخبار كاذبة تقول أن ملعب الوحدة الدولي تعرض لتفجير.. وفي الأصل هو ملعب نادي الوحدة بالشيخ عثمان.. وليس الملعب الرئيسي الآخر للمباريات الرسمية! * يبدو أن استضافتنا للبطولة الخليجية شكلت فرصة لن تتكرر أمام بعض ممن لا يتحرون.. ويبحثون فقط عمّا يقصم الظهر.. ولم يسلم من ذلك مدرب المنتخب الكرواتي سترشكو الذي وجد نفسه أمام حالة (إحباط) وهو يقرأ أن الاتحاد يسعى لإقالته والتعاقد مع المدرب الجزائري رابح سعدان.. وهذه الشائعة (الخبيثة) جاءت على خلفية أن الاتحاد الجزائري استغنى عن خدمات سعدان.. فجاء من (يُخمن) ليضع خبراً كاذباً على حساب الكوتش سترشكو الذي نجح في تقديم منتخب وطني جديد ومميز.. وهناك من لم يعجبه.. ويريد أن يصيب منتخب وطنه في مقتل ولم يراجع نفسه أو يقيسها بالمنطق وهل من المعقول الاستغناء عن مدرب مميز حين اقترب من مهمته الأساسية التي جاء من أجلها! * أتذكر.. كيف أن مشاركة منتخباتنا الوطنية للناشئين والشباب في بطولات آسيوية تشهد تقديم البعض لخدمات مجانية حين يسارع إلى إرسال كشف بأسماء بعض لاعبينا وتفاصيل دقيقة عنهم.. فمنهم (المتزوج) ومنهم (خريج الجامعة) ومنهم (الأب) لطفلين.. وكيف أن إداريين في منتخبات عربية أو آسيوية يؤكدون أن المعلومات جاءت إليهم بسهولة ليستخدموها في إقصاء منتخباتنا كما حصل عندما تم إقصاء منتخب الناشئين في أوزبكستان من التأهل للمرة الثانية إلى كأس العالم! * أصبحت في حيرة مما يحدث.. نستضيف بطولة مهمة.. ولا نعرف من نواجه.. ولمن نؤكد.. ومن نقنع.. ومن أين نبدأ.. وهناك من لم يستفد حتى من مجرمين ولصوص في جنوب افريقيا قرروا أن يتوقفوا عن كل أفعالهم الإجرامية.. لتنجح جنوب افريقيا في استضافة مونديال العالم ويفوز (وطنهم) بعد أن كثرت رهانات الفشل! * خليجي 20.. لمن ما زال مصراً على أن لا يعرف.. هو في البداية والنهاية.. وفي الأصل وفي الصورة.. فوز وطن فهل تستوعبون ما معنى فوز وطن!!