آخر تحديث :الإثنين-23 يونيو 2025-08:03م

حديث عن عدن ومسيرة "الشيخ علي العيسائي" رحمه الله

الخميس - 14 يونيو 2018 - الساعة 11:29 م
فهد التركي

بقلم: فهد التركي
- ارشيف الكاتب


تعرفت ليلة أمس بعد الفطور وبعد صلاة المغرب تحديداً رجل كبير بالسن في مقهى يزورة معظم اليمنيين لشرب الشاهي العدني في باب مكه بمدينة جدة الجميلة ، ومن خلال سماعي للهجته اثنا حديثه .. قلت له انت من يافع ؟ قال نعم وسئلني وانت من فين ؟ قلت له من عدن ، قال لي يامرحبا بأبن عدن الباسله .. وقال نعم والله اهل عدن تعبو كثير وعانو كثير ، وانشاالله تصلح الامور وتتطور عدن وبيجون التجار وبايصلحو مشاريع ضخمه ومصانع عملاقة وباترجع عدن روعة والناس باترتاح.

 

المهم طال الحديث مع الرجل بأمور عدن وعن الأوضاع وعن الماضي والحاضر ومانتمناه بالخروج من الأزمة والعيش بكرامه .. وعرفني عن اسمه وهو من بيت "المفلحي" وان له ثلاثون عام مغترب بالمملكة ، وعمل فتره طويله مع الشيخ "علي عبدالله العيسائي" رحمه الله ، ومن خلال الحديث عن الشيخ العيسائي .. فجئه تغير وضعنا تماماً .. وانتقلنا تلقائياً الى حديث شيق أكثر وأكثر عن سيرة هذا الرجل الفاضل ومواقفه الإنسانية واعمالة الجليلة .. وتركنا الحديث عن أمور السياسية وعن الأوضاع باليمن ومجرياتها الراهنه ، وبقي الرجل يترحم تكراراً على الشيخ علي العيسائي ، وقال لي انها كانت من اجمل الأيام والسنوات التي كنت اعمل فيها مع المرحوم ، فهو من أروع وأكرم واطيب الرجال الدين عرفناهم.

 

رديت عليه وقلت طبعاً من لا يعرف رجل الأعمال الفاضل المحب للخير ، الشيخ "علي عبدالله العيسائي" الله يرحمه .. فهو صاحب الايادي البيضا ، وكان ولايزال خيره يصل الى كل ربوع الوطن .. دون مناطقية ولا فيه تمييز لاي كان ، فمن يحتاج اليه فهو يقدم العون لوجه الله تعالى ، وانا لم اعرف الشيخ "علي العيسائي" عن قرب كثيراً ، ولكن طبعاً وبحكم عملي بالصحافة كنت اقراء واتابع عن انجازاته واعماله كثيراً لما يكتبه الزملاء الصحفيين .. غير أني قابلته مرتين فقط بحياتي ، قابلته مره في مكتبه ومره في بيته كانت عزومه فطور وعشاء برمضان ، وشعرت كأني كنت اعرفه منذوا زمن طويل ، رحمه الله.

 

بعد هذه المقدمة لموضوعي الذي بداء بحديثنا عن الأوضاع في عدن خصوصاً واليمن بشكل عام ، اقول : ان التدهور الاقتصادي المزري او بالأصح المعدم تماماً ، ليس بفترة  الحرب فقط .. ولكن حتى قبل الحرب ، كان هناك اقتصاد هش اي كلام .. اقتصاد مبني ومعتمد كلياً على الفاسدين منهم بالسلطة ، وتم تهميش رجال الأعمال وخبراء الاقتصاد الحقيقيين التي ستستفيذ منهم البلد .. ورجل الأعمال الشيخ "علي عبدالله العيسائي" رحمه الله .. نموذجاً ويعتبر واحداً من الشخصيات العملاقه وخبير اقتصادي لايستهان به ، وهناك أيضاً كوكبه كبيرة من رجال الأعمال خسرهم الوطن بسبب التقلبات والمزاج العابر الخاسر لحكام اليمن بشماله وجنوبه ، والمؤسف والمحزن جداً مانشاهده اليوم .. اي بعد تحرير عدن وبعض المحافظات الأخرى ، يتكرر نفس المشهد المؤلم للماضي .. نرى ونتابع من يتسابق على المناصب بنفس المشهد القديم الفاشل .. تقاسم للسلطة فقط (اصحاب النفود) وحتى تم الاستحواد على الأمور الاقتصادية والمناصب للمرافق الاقتصادية والغرف التجارية ومنحها لاشخاص لالهم اي صله أو خبرات بهذا المجال. 

 

نتمنى ان تكون كل المرافق الاقتصادية والاستثمارية والايرادية لليمن بيد ناس خيرين اكفاء .. وليس بيد ناس جبابره لارحمه ولاشفقه فيهم ولايقدمون للوطن شيئاً غير مصالحهم الشخصية ، كما اشير هنا الى من يتغنون انهم يعملون لبناء يمن اتحادي جديد (اقاليم) يسوده العدل وتقاسم الثروة عدلاً بين كل اليمنيين دون مظالم ، وكل مانراه غير واقع مؤسف ومخجل وخيبه أمل لطموحات الشعب المغلوب عليه ، كيف بالله عليكم تريدون يمن جديد وأنتم لاتعيدون الاعتبار للرجال العظماء ممن صودرت املاكهم وعانوا من التهميش والاقصاء والحرمان .. ايعقل اننا مازلنا نعمل بنفس العقليات المتخلفه بعد كل هذه التضحيات الجسيمة .. فأي يمن اتحادي جديد بالله عليكم وانتم من صراع الى صراع اخر عن السلطة وللسيطرة على المرافق الاقتصادية والايرادية .. حتى على مستوى المديريات ، وعن اي اقتصاد أو استثمار تتحدثون عنه أو تأملونه مادامت تلك الشخصيات الاقتصادية والخبرات مهمشه ولم تستفيذوا منها ومن تجربتها.

رحم الله الشيخ "علي العيسائي" المدرسة الاقتصادية والتنموية.

 

  وكل عام وأنتم بخير