آخر تحديث :الجمعة-23 مايو 2025-08:27م

كيف تحولت مدينتنا إلى فرزة للمخا ؟!

الأربعاء - 19 سبتمبر 2018 - الساعة 03:16 م
وضاح محمد سلمان الحالمي

بقلم: وضاح محمد سلمان الحالمي
- ارشيف الكاتب


الى الامس الغريب جدا كنا لم  نعد نسمع قط  عن فرزة تتجه صوب  المخا المدينة الساحلية البعيدة من مدينتنا  ، الآن تحولت مدينتا ( الحبيلين ) الذي نقطن فيها  إلى فرزة للمخا واختفت باقي الفرزات عن الأنظار ونشطت هذه الفرزة وليدة اليوم واللحظة وباتت تستقبل إعداد كبيرة من الشباب المهاجرين إلى هناك والزج بهم في معارك الساحل  الغربي لليمن .

 

هل الوضع المعيشي الصعب فعلا جعل هؤلاء الشباب يهرولون بأعداد هائلة صوب المخا ؟ أم أن الأقدار تشدهم للرحيل والموت،  أو أن  الأطماع بالحصول على مزيدا من الدراهم والريالات جعلت من المخا فرصة للحصول عليها  بدون اكتراث للحياه ونسيانهم للموت الذي يأتي بغتة ،  أو الايمان بواحدية الأرض اليمنية هي التي دفعتهم للقتال بحماس منقطع النظير .. أسئلة تبحث عن إجابات من اولئك الشباب الذين يذهبون ويزحفون نحو المخا بتلك الأعداد .

 

هذا الأيام لاصوت يعلوا فوق صوت المخا ، فلا تكاد الأصوات أن تفارق آذاننا ولا تكاد باصات النقل أن تتوقف عن الذهاب والإياب من وإلى المخا ،  فحينما نخطوا خطوة إلى الأمام إلا والأصوات تنادي من كل اتجاه  تدفعنا  بالصعود إلى الباص للذهاب معهم إلى المخا .

 

رحلة المخا ذكرتني قليلا بأيام ما كان الحراك الجنوبي في عز حيويته ونشاطه وزخمه الثوري وحينما كان الباص يقف قليلا  ينادي بالتوجه الى عدن لحضور المسيرة  يمتلئ الباص في لمح البصر واليوم يقف صاحب الباص في فرزته نحو المخا يمتلئ سريعا بالركاب المتوجهين إلى هناك.

 

الأحداث المتسارعة  اذن والمتغيرات والأطماع والواقع الصعب  ومحاربة  الانقلابيين  وطردهم  هي عوامل جعلت من شباب الجنوب يهرولون نحو المخا لتتحول مدينتنا بالتالي إلى فرزة للمخا .