صـلاح البيتي
أشترطتها .. وأعتبرت تنفيذها عوامل مهيئة لضمان مشاركة الجنوبيون الجنوبيون لمؤتمر الحوار ،عشرون نقطة رفعتها منذ شهور اللجنة الفنية التحضيرية للحوار ،للرئيس هادي الذي وافق عليها لكنه لم ينفذها ،أو بالأصح لم يتمكن من تنفيذ شئ منها ،حتى وهو على مسافة نحو 18يوماً من الموعد "المضروب"،من "فخامته"،لإنطلاق الحوار !!.
من بين تلك النقاط ،الإقرار والإعتراف للجنوبيين على الحرب الظالمة التي شنتها القوى التقليدية الحاكمة الشمالية (العسكرية ، القبلية ، العقائدية) صيف 94م على الجنوب ،الشريك الآخر في دولة الوحدة .
وهي مهمة ،لو نظرنا لها ،سهلة شكلياً ،إذ لا تتطلب تحضيرات ،ولا إمكانيات ،ولا إسترداد مليارات وملايين من أرصدة المعنيين بالإعتذار .
فلِما لا يبادر "الخبرة" بالقيام بها ،مادامها مجرد كلام وب"بلاش" ،لا سيما وأن الجنرال العجوز ،اللواء علي محسن صالح ،الرجل الثاني في عهد صالح ،بل الرجل الأول أحياناً بشهادته ،قد سبقهم وبسطّها لهم عندما أكد قبل شهور أوسنة في تصريح له ومن على شاشات التلفاز : "أن الوضع في الجنوب منذ7يوليو94م هو تحت الإحتلال أو الإستعمار" !!
إذن .. لماذا لا يعتذروا ؟!
على الرغم من "الضجيج" الذي يحدثوه حولنا ،وصموا به أذاننا ،قرابة 20 عاماً ،حبّاً ،وعشقاً ،وهياماً بالوحدة وببقاء الجمهورية اليمنية !!
أجزم أنهم ،ربما يفون بتنفيذ كل النقاط ،إلا النقطة المتعلقة بالإعتذار عن الحرب على الجنوب ،فإنها تبدو لهم في حكم "المستحيل" !!
لماذا ؟!
لأن إعترافهم بالوقوف وراء تلك الحرب المشؤومة يعني :
أن الوحدة اليمنية الطوعية السلمية التي فامت في22مايو90م ،ماتت في7يوليو94م
أن الذي قتل تلك الوحدة وقوض أركان بناءها ،هو من قام بشن تلك الحرب
أن الجنوبيون - تبعاً لذلك - بات من حقهم أن ينالوا تأييد ومباركة دول الأقليم والعالم ،في تحقيق مطلبهم العادل في فض الشراكة من تلك الوحدة ،بعد إعتراف شركاءهم ب"الخيانة" لشروط الشراكة .