آخر تحديث :الثلاثاء-01 يوليو 2025-08:18م

ماذا لو حافظتم على مكتسبات الجنوب، وبنيتم دولة محترمة في الشمال والجنوب؟!!..

الأحد - 24 نوفمبر 2019 - الساعة 01:37 م
عبدالله الشميري

بقلم: عبدالله الشميري
- ارشيف الكاتب


 

بقلم :
عبــداللّٰـه عبـدالرحمـن

ماذا لو...حافظتم على المؤسسات والشركات والمصانع التي كانت قائمة في الجنوب مثل الغزل والنسيج وأحواض السفن والطلاء والأملشن والمعدن والعطور والألبان ومزارع الأبقار والجلود والأحذية والحقائب والطماطم والبسكويت وتعليب الأسماك وعشرات الشركات والمؤسسات والمصانع وحدثتم وطورتم آلاتها ومعداتها وتوسعتم في مبانيها وأهلتم كوادرها وخلقتم فرص عمل جديدة لأبناء العاملين فيها ولآلاف الشباب العاطلين عن العمل بدلاً عنن إغلاقها وتدميرها ونهبها وإحالتها إلى ركام وإحالة العاملين فيها إلى التقاعد والمعاشِ...
ماذا لو... حدثتم أسطول طيران اليمـــدا الشـركة الوطنية الناجحـة المملوكة للدولة بإمتياز بأملاكها وأُصولها وكوادها وأضفتم إليها أسطول ناقل جديد وحديث لتنافس الشركات الأُخرىٰ ولرفد خزينة الدولة بدلاً عن تدميرها وهجرة وتهميش وتشتيت كوادرها من طيارين ومهندسين في كل أصقاع الدنيا... حتىٰ المهندس الفذ الخلوق سعيد سنان كبير المهندسين في اليمدا أدخلوه دهاليز المحاكمة بحجة تسليم قيمــة العفـش وسيارتـة المهتـرئـة المكسرة...ما هذا اللؤم وما هذا الحقد على الكوادر المحترمة المجربة ...
ماذا لو... أهتميتم بالتعليم وبنيتم المدارس الجديده بدلاً عن بناء فصول دراسية في مساحاتها على حساب أنشطتها المدرسية، وحدثتم المناهج التعليمية بدلاً عن بناء معاهد موازية، وخلقتم جيل محترم متسلح بالعلم والمعرفة وقادر على مواكبة التطورات الجارية بدلاً عن تجهيل أجيال بأكملها خلال ثلاثة عقود... وجعلتم من الطلاب في الجنوب بلداء، نجاحهم بالغش قابعين في الشوارع وفي أرصفة الطرقات مشتتين ضائعين في جيوبهم، شمة الحوت دون مستقبل ينتظرهم وبدون وظائف ولا يعرفون كلمة وطن....
ماذا لو... أهتميتم بكواد المؤسسة الوطنية الجنوبية العسكرية العريقة الفـذة المنضبطة المهابة من قادة وضباط وصف ضباط وطيارين ومهندسين ومدربين ومحاسبين والإستفادة منهم ومن خبراتهم بدلاً عن الإستغناء عنهم وتسريحهم بكل غبن وحقد وجعلهم بلا رواتب، قابعين في المنازل يتحسرون على ضياع حلمهم وحياتهم ومستقبلهم يجولون بين المقاهي والحارات والشوارع.
ماذا لو... عملتم خلال الثلاثة العقود الماضية من إقامة بنية تحتية سليمة وصحيحة مدروسة محترمة في مجال الصحة والطرقات والجسور والمياه والصرف الصحي والكهرباء... بدلاً عن معاناة المواطنين؛ وجعلهم يموتون بلا ثمن في الطرقات المتهالكة ومن الأوبئة وحرارة الشمس وإنقطاع الكهرباء في الطرقات والمنازل...
ماذا لو... عملتم المخططات السليمة والصحية، وصرفتم الأراضي للمواطنين للبناء عليها ووفرتم كذلك السكن اللائق المحترم والمناسب بدلاً من السماح والتغاضي عن الفوضى السائدة في بناء العشوائيات التي تكتض بها المدن والاحياء السكنية وأصبحت كتل إسمنتية لاتطاق أغلقت الممرات وضيقت الطرقات وسطوتم وبسطتم على الأراضي والصحاري والجبال والبحار وحوشتم وشوهتم أغلب المتنفسات التي حافظ عليها اجدادنا وآبائنا الأوائل...
ماذا لو...حافظتم على المؤسسة الوطنية لتسويق الأسماك والتي كانت تدر على خزينة الدولة أموالاً طائلة وبالعملة الصعبة وتزود المواطنين بالأسماك وبشكل يتناسب مع دخل الفرد بدلاً عن العبث بالثروة السمكية وإقامة شركات وهمية وإيهام الناس على الكسب الحلال وأنتم لاتعرفون الحلال واستمرأتم في الحرام.
ماذا لو... وزعتم الثروات بالعدل بين المحافظات، وأقمتم مشاريع عملاقة في مختلف المحافظات بالتساوي بدلاً عن تقاسم الأراضي والجبال والصحاري وآبار النفط والشركات والبلكات والمربعات وحتى الشركات الأمنية، وأحتكرتم توزيعها وابتلعتم وتقاسمتم ريعها...
ماذا لو وضعتم يدكم بيد شريككم الوطني المناضل الزعيم علي سالم البيض الذي غدرتم به وجعلتم منه خائناً ومجرماً ومن أنفسكم الأطهار والأشراف والأنجاس بعد أن سلمكم دولة وأرض وثروة، وأخذتم بالأفضل والأجمل من النظامين في الشطرين بدلاً عن أن تضعوا يدكم بيد حزب الإصلاح التابع لجماعة الإخوان المسلمين والمتسلطين الذين نكلوا بقيادات وكوادر الجنوب وأهدروا دمائهم وأستمرٓأوا قتلهم وجلدهم في ليل حالك وفي وضح النهار، وعبثتم بالبلاد والعباد وجعلتم التاريخ يعود بنا إلى عصور التخلف والظلام.
أتدرون لما كل هذا؟!!... لأنكم قادة ومسؤولين غجر رعاع فسدة، زعماء عصابات، وليس رجال دولة، فضلتم مصالحكم الشخصية على المصلحة العليا للوطن والتي هي أقدس وأسمىٰ وأغلىٰ وأعظم؛ مزقتم شعب عظيم بعنجهيتكم وفسادكم، الذي فاق إزكام الأُنوف والنفوس وعبثتم بالثروات، وبنيتم الفلل والقصور وأستجلبتم الحشم والخدم على حساب هذا الشعب الذي سلطتم سوطكم وجبروتكم عليه لإذلاله وإهانة كرامته وجلعتم من أنفسكم مواطنين درجة أُولى، ومنه درجة ثانية وثالثة ورابعة.
ستظل تطاردكم لعناتنا ولعنات رب الأرض والسماء والدعاء بمحقكم من الدنيا، ولن تجدوا خيراً ولن يرحمكم التاريخ ولا الأجيال أيها المتسلطين الفسدة اللصوص الأقزام بالعبث بالجنوب وبمقدراته وضياع حِلمِه وعِلمهِ وعَملِهِ وصِحَتهِ وزرعه وأمنه؛ وجعلتم من مدنه أشبه بالقرىٰ المتخلفه خاوية من كل أشكال التطور والتقدم والبناء والنماء؛ وبعد كل ذلك تستكثروا عليه المطالبة بقضاياه العادلة وتقرير مصيره وإستعادة دولته وثرواتة المنهوبة؛!!.
أي عدالة سماوية وأي قوانين وضعية تُشّرع لكم، وتبيحُ لكم ذلك بحق الأخوة والدين والدنيا والأعراف والسماء.