ينطوي عاماً جديد من عمر هذا العالم ، عاماً كان صاخباً بالأحداث والمتغيرات والصراعات الازلية المستمرة على صعيد الشرق الأوسط واليمن بالتحديد .. تلك الرقة الجغرافية المطلة على البحر الأحمر وبحر العرب .
ظلت أحداث العام الماضي كتاريخ الأشخاص ، منها ما بقى عالقاً ومحفوراً في الذاكرة ، ومنها ما ذرتهُ الرياح ولم يبقى له أثر .. في حين أن كل ماضيٍ رحل بما يحمله ولن يعود .
عاما جديد نستقبل ، وأصوات الحروب والازمات لا يُعلى عليها ، قتلاً هنا ومرضىٌ هناك وازمة على حافة الرصيف تنهش ما تبقى من جسد ذاك الوطن الذي قيل عنهُ ”الباسم“ .. ازمات تتناوب ومراض تعزز ، ومساعيٍ مستمرة لضرب النسيج المجتمعي ، وزيادة في بورصة النفوذ والمصالح ، على حساب شعباً يبحث عن أبسط الحقوق مع بداية كل عاما جديد .
لم يكن الحديث عن قدوم العام عشرين ذا صخبً بالنسبة لذلك الشائب الذي يقف على الاطلال ، يحتسي كوباً من الشاهي الأحمر ويتصفح جريدة ورقية بحثاً عن خبراً يشير عن صرف راتب او عن جهود تهدف لدعم المشاريع الحيوية ، او حملة تستهدف مرض الكوليرا والدفاتيريا ، او عن خبراً ربما يُعلن وقف تلك الحروب العبثية .
ولم يكن دخول العام عشرين شيء مبهجاً لذلك الشاب الاعزب الذي يحمل ملفاً ”أخضر“ يبحث عن رقماً عسكري يعيل به عائلته ، على الرغم انهُ خريج جامعي ولكن الاقدار شاءت ان يحكم البلاد التي يعيش فيها مجاميع من الحثالات الذين فضلوا مصالحهم الشخصية والحزبية وجعلوها فوق الشعب الاعزل .
لن يتغير الحال في العام عشرين ولا زال القتل والسلب والنهب والحقد والنفاق و الدموية تجري في عروق تجار الحروب ، ولن يستقيم الحال ولا زال الارتهان والتبعية وتنفيذ الاجندات المتختلفة صفه تلازم اغلب من تولوا علينا حكم هذا البلد الغني بالخيرات الوفيرة .
باتت الخطابات الوردية مع بداية كل عام جديد يطل بها علينا أي مسؤولا او قيادي ”كاذبة“ ، لانها لم تنطلق من باب المسؤولية والمصلحة العامة ، لم تكن هناك اي بوادر حسن نيه من جميع الاطراف ربما لان المخرج كان يريد ذلك ، في الوقت الذي يقف المواطن البسيط أمام العام 2020، ينتظر الانتصار لانسانيته التي سلبهتها الصرعات المتتالية .