آخر تحديث :الخميس-23 أكتوبر 2025-01:02ص

غـرغـريـنـا الـوجـدان..

الثلاثاء - 18 أغسطس 2020 - الساعة 04:55 م
حمزة السروري

بقلم: حمزة السروري
- ارشيف الكاتب


 

أثرثرُ بتلك الحروف الهزيلة
والكلمات الشاحبة
والجمل المتخمة بالحزن لعلي أن أنجح بتبخير بثّاً بات يُعكر صفو بالي و يبلّل فؤادي
أحاولُ أن أزفر الحزنَ بكلِّ نَفسٍ لكل حرفٍ يُكوّنُ كلمةً أنطقها
لعلني أفكّ أغلال الحزن التي أطبقت على قلبي فأمسى رهن الإعتقال....
أقبل نحو علبة التدخين بحبٍ جمٍ أملاً بحرق همٍ جاثم على صدري..

ابحث عن خلاص ولكنني ما زلت في بطن الحزن وما أمر الهوى أن يقذفني ....
أحاول الفرار من شوقٍ يغرقني وفراق يطعنني ولكن لا موعدٌ ولا لقاءُ لأضرب بهما بحر البين فيصبح وصل......
أبحث عن صوت ينادي : يا شوق كن على قلبه برداً وسلاماً...
أوحي لعقلي أن يركبَ سفينة النسيان كلما أمطرت الأشجان
منادياً قلبي : "أن اركب معنا"....
ولكنه يأبى إلا أن يأوي لوعدٍ أكلت الأرضةُ صحيفته ولم يبقَ منها سوى
قولها:
"و إن لم أكن لك فقد شاء القدرُ"

أشعر أن العمر ينقضي بإنتظار وعودٍ
واعدها وموعودها كلٌ يرى الآخر قشة النجاة التي ستنجيه من الغرق في بحر المتاهات
وأخشى أن نكون لبعض سراب....
عامان وأنا أقف بتلك الزاوية القائمة على أحزاني
والحادة بالنوائب
والغير قابلة للانفراج او الاستقامة
وحولي أربعة جدران أحفظ كل تفاصيلها وملامحها

كل يوم تمر وكأنها نسخة من الأيام التي قبلها
نفس العناوين أدونها في مذكرتي كل يوم
قلق لا إرادي
ألم يصدع رأسي
عيون ملبدة بالدموع
صوت تخنقه غصةٌ تكمن في الحلق
ضحكات تخرسها عجة بكاء
وبسمة تستبيحها دموع حزن لا إرادية
هكذا صرت مصاباً بغرغرينا الوجدان
لا سبيل للنجاة سوى الإستئصال..!!!!
إلا أني أحب دائي ومتمسكٌ به .....
كيف لي أن أتخلى عنك !!!؟
كيف لي أن اطمسك من ذهني وأنت منحوتة به نحتاً !!!!؟
كيف لي أن أنساك يامن رضعت حبك بالمهد صبياً !!!؟
آه(( فللحب طعنةٌ خرساء وللنسيان نهرٌ من الخناجر))