خالد باعزب
منذ سنة 2011 واليمن تتخبط في متاهة تتسم بعدم الاستقرار والتنازع ، فقد جاءت المبادرة الخليجية التي أقرت تقاسم السلطة بين الاحزاب ؛ فبدأ التقاسم ، وبدأت معه المكايادات الجزبية تطفو على السطح حتى وصل أوج قوتها واتسعت بعدها الهوة بين الاحزاب الموقعة على المبادرة ،فتحولت لحرب ضروس لا تبقي ولا تذر .
قد نقبل هذا التوافق مؤقتا لظروف قاهرة، ولإسباب تدعو للحفاظ على التوازن بين الإطراف المتنازعة؛ ريثما يتم الإتفاق عن خارطة طريق تخرج البلد من محنته؛ لكننا لن نقبل أبدا بشرعنة هذا التوافق على أساس حزبي أو مناطقي لفترة أطول ؛ مما يساعد في تعميق الجرح الوطني.
أن أية اتفاق يؤسس على المحاصصة لا يحل المشكلة من جذورها ؛ بل يشرعن الفساد ويطيل مدته فترة أطول ، ونستشهد بإتفاق الطائف الذي نص على تقاسم السلطة للإطراف المتنازعة اللبنانية على أساس طائفي؛ فمثلا الرئيس لا يكون إلا مسيحيا ، ورئيس الوزراء لا يكون إلا سنيا و هلم جرا .... ؛فلكل طائفة وحزب حصته من السلطة ! .
أيضا نص الاتفاق بإستثناء حزب الله من نزع سلاحه بإعتباره محور مقاومة في تلك الآونه ، وهذا ما جعل البقية يبررون تسلحهم فيما بعد ؛ ففي لبنان كل فصيل سياسي يعد ذراع لطرف خارجي يموله و يسبح بحمده ليل نهار ،فالسعودية لديها تيارها ، وكذلك ايران ، وفرنسا و هلم جرا وكل طرف يتهم الآخر بالعرقلة...
هذا ما يستنسخ بالضبط في اليمن ؛فلكل فصيل حصته من السلطة وله ممول خارجي يحركه كيفما شاء ، ويراد لنا القبول بشرعنة هذه المحاصصة ؛ فلكم أن تتخيلوا بعد ثلاين سنة من اتفاق الطائف تهتز بيروت من تفجير المرفأ ،وتتهم الحكومة المليشيات .
ونحن مقبلون نحو سيناريو مشابه للسيناريو اللبناني طويل الأمد ، فإذا كانت هنالك حكومة ،فستكون منزوعة المخالب ، مقصوصة الجناح، في ظل دولة فاقدة للسيادة كلما يحدث بالبلد حادثة نطلب المساعدة من الآخر ونستمر في المكايادات السياسية .