آخر تحديث :الخميس-23 أكتوبر 2025-01:02ص

شـبـح أنـثـى

الأحد - 23 أغسطس 2020 - الساعة 04:14 م
حمزة السروري

بقلم: حمزة السروري
- ارشيف الكاتب


 

ألاحظ طيفها في كل شي خاصتي.....
لكنني أفشل في كل مرة أحاول أن أجسدها
وها أنا أحاول للمرة الألف مستعيناً بكلِّ الأشياء التي تحبها......
جبلٍ شاهقٍ خاوٍ من البشر عدا إثنين أنا وأنثى ساكنة تحت ضلوعي اليسرى العلوية
قطعةِ أرضٍ فسيحةٍ مكتسيةٍ فستاناً من السُندسِ تزيغُ العقلَ من جمالها...
ولولا أنّ قلبي لم يعد مملوكاً ليَ لكنتُ منحتُها إياه بلا تردد
فنجان قهوة سُكره بقايا من رُضابها الملتصق بحافة الفنجان من لقائنا الأخير في عامنا الماضي
علبةِ دخانٍ أمدُّ بيدي نحو صدرها لأمزق سترتها وعيني تراقبُ مشهد التنافس بين حبّات السجارة وكل واحدة منهن تحاول الصعود أولاً لتستنشق الزبد الملتصق بأناملي التي لامستُ بها عنقها في حلم البارحة
أمتص سجارتي بشراهة أشعب!!
لم تكن حينها حبة سجارة!!
بل إنّي أجدها جرعة (أُكسيتوسين)
كنت أشعر حينها أنّ دماغي بمخاضٍ متعسرٍ بأنثى تسكنني منذ ثمن حجاج..

وما أقساه من مخاض!!
كان حينها الوحي يتنزّل على اناملي : "أن عانقي حبة سجارة أخرى لتبعثي أنثاك بين حروفك حية"

وضلوع صدري تعانق ضلوع ظهري لتزفر خيط دخان كالحبل السري يصلني بعشق أنثى تستوطن قلبي ومحتلة لجوارحي و على إحساسي توثّق أغلال....
أدركها بكل حواسي
وعلى كل اشيائي...
أقرأها بين صفحات كتبي
وبين عقود الفل أجد بعض من شذاها
وعلى جبين الصباح أرى خدها يشرق وضاحاً
وما كان الليل إلا انحدار ناصيتها على وجهها
إنها تسكنني..
تسكن كل أشيائي تسافر في خيالي
لكنني عجزت أن أبعثها
عجزت أن أضمها بين يديَّ مثل نصٍّ بين دفتي كتاب
وكلما حاولت أن أقبض عليها كفي تسربت مثل الماء!!!
تطوف حولي مثل بقعة ضوء كلما حاولت أن اعانقها لا أجد سوى جنوني يعانقني بلهفة العاشق المحروم
مثل خيط دخان تحلق في السماء !!!
وانا أركض خلفها بجسد معاق يستند على ظل باهت
وبعينين مبيّضتين من الشوق أراقبها بين ظلل الغمام المسافر
هناك افقدها
هناك تختفي آخر الملامح مع آخر نفس من حبة سجارتي الأخيرة
فأعود مرة أخرى وحيداً بلا انثى
تائهاً دون حب