آخر تحديث :الأربعاء-18 يونيو 2025-01:05ص

حقيقة لابد أن تعلمها قيادات سلطات الأمر الواقع

الأربعاء - 19 مايو 2021 - الساعة 04:45 م
د. مروان الغفوري

بقلم: د. مروان الغفوري
- ارشيف الكاتب


إن الأحداث التخريبية والحروبات العبثية التي شهدها الوطن خلال العقد الماضي قد أفرزت عدد من سلطات الأمر الواقع التي مزقت الوطن وتربعت على أشطاره  وتسلطت على رقاب الشعب وفرضت نفسها حاكمة عليه بحد السيف وقوة السلاح كلاً في أماكن ومناطق سيطرتها ونفوذها.

وبالرغم من فشل هذه السلطات الإجرامية التى استغلت الحكم والسلطة ونهبت المال والثروة وتطاولت على النظام والقانون وأساءت للوطن وفرطت بكرامته وسيادته وتاجرت بدماء الشعب وحياته وأمنه واستقراره إلا إنها وبعد هذا الزمن الطويل من الفشل وبعد كل هذا الاجرام والدمار الكبير الذي احدثته مازالت متمسكة بالحكم والسلطة وغير مبالية بمصير الوطن الذي يوشك على السقوط النهائي ولا بحياة المواطن الذي يقترب من الهلاك والفناء الختامي.

هذه القيادات الإجرامية المتشبثة بالسلطة تعلم علم اليقين بأن مصيرها مرتبط بالحرب وتاريخ زوالها محدد بتاريخ إنتهاء الحرب.

وما يجب عليها أن تعرفه هو أنه ومهما طال الوقت أو قصر ومهما تكبر وتجبر وتغطرس قادتها ومارسوا أساليب الإرهاب والكبت والضغط والقمع على هذا الشعب للقبول بهم فإن الحرب ستنتهي وتتوقف وأن الشعب لن يقبل بهم وسيكون مصيرهم الإنتهاء والزوال وأن السلطة والأمر والحكم ستعود للشعب فهو مالك السلطة ومصدرها الوحيد.

والشعب لن يُحكم إلا عبر صناديق الاقتراع ولا يمكن أن يقبل بهؤلاء القتلة واللصوص والعملاء والخونة حكاماً عليه ولا يمكن أن يقبل بحكم من أساء للوطن وتاريخه وحضارته ومن أحرق الأرض والحرث والنسل وأغرقها بالفساد والدم ونشر فيها الكوارث والمصائب والفتن ودمر فيها الإقتصاد والقيم والمقومات والأسس والإمكانيات ومزق فيها النسيج الإجتماعي والتلاحم والترابط الجغرافي والتكاتف والتعاون الإنساني.

لا يمكن أن يمنح الشعب ثقته لقطاع الطرق ولا لمن قتل وجرح مئات الآلاف من أبنائه ولا لمن هجر وشرد الملايين من سكانه ولا يمكن أن يَسند الشعب المهام إلا لأهله ولمن يعود بهؤلاء المجرمين والقتلة إلي الأماكن التي جاءوا منها والتي تناسبهم وبستحقونها والتي حددها النظام والقانون خلف شباك وقضبان الإصلاحيات والمعتقلات والسجون.