كتب : علي حيمد
عبارة كنت أسمعها تترددكثيرا وأنا في صباي وكانت تتردد من أفواه أناس بسطاء في قريتي ويبد أنها مطلع قصيدة شعبية طويلة لأحد الشعراء الشعبيين أو الشاعرات الشعبيات في القرية تشيد بشجاعة وبطولات المناضل الفذ والشجاع عبدالقادر سالم سنان التي اجترحها منذ ريعان شبابه ومنذ التحاقه مع أقرانه من شباب قرية المناضلين والشهداء الدرجاج الأبية الباسلة منذ التحاقهم بحركة القوميين العرب في أواخر الخمسينيات ومطلع ستينيات القرن الفارط .. ثم تأسيس تنظيم الجبهة القومية والتحاقهم المبكر هو ورفاقه بالتنظيم بل أن البعض منهم كانوا من المؤسسين الأوائل أمثال الشهيد محمد عبد الرحمن هشوش والفقيد عبدالله قديش والفقيد حيدرة سعيد اللحجي والفقيد علي صالح عباد رحمهم الله جميعا ... وكان الفقيد المناضل عبد القادر سالم رحمه الله واحد من أولئك الشباب المناضل الذين نذروا أنفسهم للثورة وانتصارها وتحرير جنوب الوطن من المستعمر البريطاني وعملائه ... حيث شارك عبدالقادر سنان بالعديد من جبهات النضال والتدرب على حمل السلاح واستخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة مما جعل منه ذلك البطل المقدام الذي لا يهاب الموت .
ولقد شارك مع رفاقه الثوار في جبهات عدن وأبين حتى تكلل نضالهم بالنصر المؤزر الذي تمثل أولا بسقوط محميات الجنوب بأيدي ثوار الجبهة القومية ثم الاستقلال الوطني المجيد .
وكان الفقيد بن سالم سنان أحد قيادات إسقاط السلطنة الفضلية والسلطنة اليافعية بل كان المسئول التنظيمي والعسكري لتلك المناطق واتذكر انه بعد سقوط مدينتي زنجبار وجعار في 26 أغسطس 1967م وعند احتفال تنظيم الجبهة القومية بالذكرى الرابعة لقيام ثورة 14 أكتوبر المجيدة نظمت قيادة الجبهة القومية حفل مركزي في ميدان البلدية في مدينة زنجبار في 14 أكتوبر 1967م حضره كل قيادات تنظيم الجبهة القومية في الداخل وكل الثوار والمناضلين وجماهير غفيرة من ابناء الشعب في عموم محافظات الجنوب واتذكر أن مقدم الحفل كان الإعلامي الشاب حينها أحمد ناصر الحماطي ... وفي الحفل ألقى المناضل عبد القادر سالم سنان كلمة التنظيم السياسي الجبهة القومية.
وحقيقة الأمر أن المناضل عبدالقادر سنان كان من أشرف الثوار والمناضلين وكان لا يسعى أو يبحث عن المناصب مثله مثل غيره من ثوار الجبهة القومية الشرفاء الذين ما أن تحقق النصر ونيل الحرية والاستقلال حتى تواروا عن الأنظار وظلوا يعملون في صمت وإباء راضين ومقتنعين بما قدموه لهذا الوطن وماتحقق واختار طريق الدراسة والتعلم حيث ابتعث إلى الاتحاد السوفيتي السابق لدراسة الصحافة وعاد بعد دراسته ليعمل صحفيا في صحيفة 14 أكتوبر ثم مديرا لمكتب الصحيفة في م/ابين وكانت للفقيد مقالات وكتابات نقدية وسياسية وتحقيقات صحفية ولقاءات مع شرائح المجتمع المختلفة .
رحم الله الفقيد عبدالقادر سالم سنان ورفاق دربه من شهداء ثورة 14 أكتوبر الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل تحرير الوطن وسائر الشهداء الذين استشهدوا في المراحل المختلفة للثورة .