أجرت منصة دارة الإعلامية حوارًا مطولًا عبر البودكاست مع الصحفي البارز ورئيس تحرير صحيفة عدن الغد، فتحي بن لزرق، تطرق خلاله إلى مختلف القضايا السياسية والاجتماعية الراهنة في اليمن، وما يشهده البلد من أحداث وتحولات متسارعة.
وفي مستهل الحوار، تناول بن لزرق المشهد السياسي اليمني بتعقيداته المتشابكة، مؤكدًا أن الأزمة لم تعد محصورة في بُعد واحد، بل باتت أزمة شاملة تمس الاقتصاد والمجتمع والبنية السياسية للدولة، لافتًا إلى أن تعدد القوى وتضارب المصالح الإقليمية والدولية جعل من الحلول أكثر تعقيدًا وصعوبة.
وأشار إلى أن السنوات الأخيرة كشفت هشاشة المؤسسات الوطنية، حيث غابت الدولة كمرجعية عليا، وحلّت مكانها كيانات مسلحة وقوى أمر واقع تتقاسم النفوذ على حساب المواطنين ومعاناتهم اليومية. وأكد أن استمرار هذا الوضع ينذر بمزيد من التدهور ما لم تتكاتف الجهود لإنقاذ ما تبقى من مقومات الدولة.
كما استعرض الحوار قراءته للأحداث الأخيرة، خصوصًا في المحافظات الجنوبية، حيث أوضح أن الانقسامات الداخلية تُضعف أي مشروع وطني، مشددًا على ضرورة التمسك بالمصالح العليا للشعب اليمني بعيدًا عن الحسابات الفئوية والضيقة.
وفي جانب آخر من النقاش، تناول بن لزرق دور الصحافة في ظل هذه الظروف، مشيرًا إلى التحديات الكبيرة التي تواجه الإعلاميين من مضايقات، وقيود على حرية التعبير، وضغوط سياسية وأمنية، ومع ذلك تبقى الصحافة – على حد قوله – أداة مهمة في كشف الحقائق والدفاع عن قضايا الناس.
واختتم الصحفي فتحي بن لزرق حديثه برسالة أمل، مؤكداً أن الشعب اليمني رغم المعاناة والخذلان لا يزال يتمسك بحقه في حياة كريمة، وأن المستقبل لا يمكن أن يُبنى إلا عبر مشروع جامع يضع المواطن في صدارة الاهتمام، بعيدًا عن الصراعات التي مزقت البلاد.
